قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة إنه سيستأنف توزيع المساعدات الغذائية في العاصمة اليمنية صنعاء عقب إجازة عيد الأضحى بعد توقف دام شهرين وذلك عقب اتفاق مع جماعة الحوثيين (أنصار الله).
وتشهد العلاقات بين برنامج الأغذية العالمي وجماعة الحوثيين توتراً كبيراً، إذ يتهم البرنامج الحوثيين بسرقة المساعدات الإنسانية التي يقدمها للمحتاجين في اليمن وأعلن في 20 يونيو الفائت، تعليقاً جزئياً لتوزيع المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، مؤكداً أنه يسعى من هذه الإجراءات إلى الاتفاق على آلية تضمن وصول الأغذية إلى من يحتاجون إليها..
وأضاف برنامج الأغذية في بيان صدر يوم الجمعة أنه سيستأنف توزيع الغذاء بعد أسبوع عيد الأضحى.
وأكد البيان أن "برنامج الأغذية العالمي على ثقة من أن تطبيق قواعد البيانات الحيوية سيضمن وصول الغذاء إلى مستحقيه ويحول دون حياد المساعدات الغذائية عن مسارها".
ويوم الخميس أعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) أنها وقعت مع برنامج الأغذية العالمي، على الملحقين المتعلقين بالتفاصيل الفنية لبيانات المستفيدين من أنشطة البرنامج، وعلى التسجيل البيومتري وعملية اختيار المستفيدين وتسجيلهم .
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، عن رئيس هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للجماعة، عبدالمحسن طاووس ، قوله إن هذه الإجراءات "تهدف بدرجة رئيسية إلى تعزيز الحالة الإدارية والتنسيقية في جمع بيانات المستفيدين الرامية إلى تقليص حالات الفساد والعبث بمواد الإغاثة" .
فيما قال الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن اندرسون إن " هذا التوقيع يعني نهاية الإشكاليات ونهاية تعليق المساعدات الإنسانية في أمانة العاصمة وكل المناطق و هو بداية مشوار عمل جديد الهدف منه وصول المساعدات إلى مستحقيها" بحسب وكالة "سبأ".
وكانت جماعة الحوثيين (أنصار الله) أعلنت السبت الفائت عن توصلها لاتفاق مع برنامج الأغذية العالمي، يقضي بتوزيع المساعدات الإغاثية نقداً، بدلاً عن المساعدات العينية.
وقال محمد على الحوثي القيادي البارز في الجماعة عضو المجلس السياسي الأعلى الذي أنشأه الحوثيون لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمالي البلاد، إن جماعته وقعت الاتفاق مع برنامج الأغذية الذي سيبدأ توزيع المساعدات بالنقد في وقت قريب، بحسب آلياته المتبعة، دون مزيد من التفاصيل.
وتسبّب الصراع الدامي الدائر في اليمن للعام الخامس على التوالي، في مقتل وجرح عشرات آلاف الأشخاص، وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.