حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة عدن جنوبي اليمن، بعد سيطرة قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح، على كامل المدينة الساحلية بعد معارك ضارية مع قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وذكر الصليب الاحمر الدولي في بيان صحافي مساء الثلاثاء، إن المستشفيات في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن "بأمسّ الحاجة إلى الإمدادات الأساسية بعد أيام من القتال خلّفت أعداداً كبيرة من القتلى ومئات الجرحى، حسب ما تفيد التقارير الواردة من هناك".
وأوضح الصليب الأحمر، أن الكثير من الجرحى الذين بقوا عالقين بسبب الاشتباكات تعذّر عليهم الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، فلقي بعضهم حتفه.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن مئتي ألف شخص على الأقل حرموا من المياه النظيفة بسبب اشتداد الاشتباكات خلال ساعات النهار، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي عاشتها المدينة وأودت بحياة العشرات وأدت إلى جرح المئات.
ولفت بيان الصليب الأحمر، إلى ما يتكبده السكان في اليمن من أضرار فادحة نتيجة النزاع المستمر في اليمن للعام الخامس على التوالي وتدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية.
وقال رئيس مكتب بعثة اللجنة الدولية في عدن، ماتياس كامف:"استمر القتال الذي كان يدور بالأسلحة الثقيلة 72 ساعة، وكان يشتدّ بشكل خاص في ساعات النهار. وسمعنا أصوات الضرب على مقربة من مكتب اللجنة الدولية".
وأوضح كامف، أن ما حدث لسكان مدينة عدن ليس حالة منعزلة بل هو يحدث كل يوم في جميع أنحاء اليمن، مشددا على ضرورة اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لوضع حد لمعاناة السكان.
وأحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي السبت الفائت سيطرتها على كامل مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات تابعة للحكومة الشرعية، استمرت لمدة أربعة أسفرت عن مقتل 40 شخص وإصابة 260 آخرين ، وفق بيان للأمم المتحدة، الأحد الفائت.
من جهتها، دعت منظمة أطباء بلا حدود الدولية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان حماية المدنيين في اليمن، ودانت الهجمات التي تستهدفهم.
ورغم تحذيرات الصليب الأحمر الدولي إلا أن كثير من سكان عدن يؤكدون استقرار الأوضاع الأمنية والخدمية في المدينة بعد انتهاء الاشتباكات وسيطرة قوات الانتقالي الجنوبي عليها.
وقال بعض السكان لمراسل وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، إن التيار الكهربائي يعمل بصورة جيدة دون انقطاع باستثناء ما بين ساعتين وأربع ساعات يومياً، بعد أن كانت عملية برمجه انقطاع الكهرباء كل أربع ساعات تشغيل وساعتين انقطاع.. مشيرين إلى أن ضخ المياه يسير بصورة جيدة، كما أن الوقود متوفر بكميات كبيرة في المحطات.