Click here to read the story in English
رفضت الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، اليوم الأربعاء، إجراء أي حوار دعت إليه السعودية مع "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات، إلا بعد انسحاب قوات المجلس من المواقع التي سيطرت عليها مؤخراً في مدينة عدن جنوبي البلاد.
وقالت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية الشرعية المقيمة في العاصمة السعودية الرياض، في تغريدة على تويتر، على لسان نائب الوزير محمد الحضرمي، إن "الحكومة ترحب بالدعوة المقدمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة لعقد اجتماع للوقوف امام ما ترتب عليه الانقلاب في عدن".
واستدركت قائلةً: "ولكن يجب أولاً أن يتم الالتزام بما ورد في بيان التحالف من ضرورة انسحاب المجلس الانتقالي من المواقع التي استولى عليها خلال الأيام الماضية قبل أي حوار".
وأحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي السبت الفائت سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذه الحكومة اليمنية "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة الشرعية، استمرت لمدة أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته، طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه.
لكن المجلس الانفصالي رفض طلب الانسحاب، ما دفع التحالف إلى شن ثلاث ضربات جوية يوم الأحد وصفها مطلعون وسكان بالـ"تحذيرية" كونها استهدفت أماكن خالية في قصر رئاسة الجمهورية ومعسكر في عدن سيطرت عليهما قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة.
وعقب سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي على عدن، دعت السعودية طرفي الاقتتال في عدن، إلى حوار عاجل في المملكة. وأبدى الانفصاليون ترحيبهم بالدعوة إلى الحوار، لكنهم رفضوا أن يتم الحوار تحت التهديد أو بعد انسحاب قواتهم من المواقع التي سيطرت عليها، وأكدوا أن نتائج الحوار هي من ستحدد انسحاب القوات من عدمها.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية".
ودعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.