أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، مساء اليوم الخميس، تعليق عملها في مدينة عدن جنوبي البلاد بعد سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، على كامل المدينة الساحلية التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد عقب معارك ضارية مع قوات حكومية.
وقالت الوزارة التي يقيم مسؤوليها في العاصمة السعودية الرياض، في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض، والتابعة للحكومة الشرعية: "تأسف وزارة الخارجية أن تعلن تعليق عمل مكتبها في العاصمة المؤقتة عدن، باستثناء الأعمال الخدمية التي تمس مباشرة مصالح المواطنين، ذلك اعتبارا من اليوم 15 أغسطس 2019".
وأضاف البيان: "ستقوم وزارة الخارجية بالإعلان عن استئناف عمل مكتبها في العاصمة المؤقتة عدن بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها، وستعلن عن أي إجراءات جديدة وفقاً للمستجدات".
وأحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، السبت الفائت، سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذه الحكومة اليمنية "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة الشرعية، استمرت لمدة أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته، طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه.
لكن المجلس الانفصالي رفض طلب الانسحاب، ما دفع التحالف إلى شن ثلاث ضربات جوية يوم الأحد وصفها مطلعون وسكان بالـ"تحذيرية" كونها استهدفت أماكن خالية.
وعقب سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي على عدن، دعت السعودية طرفي الاقتتال في عدن، إلى حوار عاجل في المملكة. وأبدى الانفصاليون ترحيبهم، لكنهم رفضوا أن يتم الحوار تحت التهديد أو بعد انسحاب قواتهم من المواقع التي سيطرت عليها، وأكدوا أن نتائج الحوار هي من ستحدد انسحاب القوات.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.