أكد مراسل وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، أن الهدوء عاد اليوم الجمعة، إلى مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، بعد اشتباكات بين قوى أمنية وعسكرية موالية لحزبي الإصلاح والناصري، استمرت لساعات وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم مدنيان.
وأوضح المراسل أن الاشتباكات توقفت في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة، عقب تدخل محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، المقيم حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، الذي وجه ببقاء مدير أمن مديرية الشمايتين السابق في منصبه، وإلغاء قرار تغييره الصادر من مدير شرطة المحافظة الموالي لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن).
وذكر مراسل "ديبريفر" أن مدنيين قتلا في الاشتباكات التي اندلعت عصر أمس الخميس في مدينة التربة، حيث توفيت امرأة نازحة من منطقة الكدحة بمديرية باب المندب متأثرة بجراحها إثر إصابتها برصاصة في صدرها، فيما توفي مدني آخر حينما أصابته رصاصة طائشة خلال مروره بأحد شوارع المدينة.
وأفاد المراسل بأن ثلاثة جنود من قوات اللواء الرابع الموالي لحزب الإصلاح، لقوا مصرعهم في الاشتباكات، مشيراً إلى أن الأوضاع عادت إلى ما كانت عليه قبل عصر أمس، مع انتشار قوات الأمن المركزي في المدينة وسيطرتها أيضاً على إدارة الأمن.
واندلعت عصر أمس الخميس اشتباكات في بين قوات اللواء الرابع مشاة الموالية لحزب الإصلاح قدمت إلى مدينة التربة بغرض انتزاع السيطرة على إدارة أمن مديرية الشمايتين وتسليمها لمديرها الجديد الذي عيّنه مدير شرطة المحافظة بدلاً من المدير السابق العقيد عبدالكريم السامعي المنتمي للحزب الاشتراكي، والمدعوم من الواء 35 مدرع الموالي للحزب الناصري، بعد رفض السامعي قرار تغييره، ما أدى إلى اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر الأمن التابعين للمدير السابق مدعومين بجنود من اللواء 35 مدرع، والقوات المهاجمة التابعة لحزب الإصلاح، وجميع تلك القوى تعمل تحت مظلة الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، التي تقاتل جماعة الحوثيين (أنصار الله) منذ قرابة أربع سنوات ونصف.
ولفت مراسل وكالة "ديبريفر" إلى أن قوات من كتائب أبي العباس السلفية التابعة للواء 35 مدرع، تصدت لتعزيزات اللواء الرابع مشاة منتصف الليلة الماضية، في منطقة البيرين.
ويسيطر على اللواء الرابع وإدارة شرطة محافظة تعز، حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، بينما يسيطر على اللواء 35 مدرع قيادات تعرف بانتمائها للحزب الناصري، ويضم اللواء كتائب سلفية طردتها قوات حزب الإصلاح من مدينة تعز مطلع العام الجاري.
إلى ذلك، قال اللواء ٣٥ مدرع، اليوم الجمعة، إن عشرة من جنوده قتلوا في هجومين متزامنين لجماعة الحوثيين وقوات حزب الإصلاح.
وأضاف اللواء الذي يقوده العميد الركن عدنان الحمادي في بيان صحفي: "وقفت كتائب العقيد أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع أمام حملة استهدافها وشن الحرب عليها من قبل ميليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح والتي شنت هجوماً مسلحاً على أفراد الكتائب في منطقة البيرين والتي تعد خط إمداد رئيسي لجبهة الكدحة، واستخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة ما تسبب بسقوط عشرة شهداء من اللواء 35 مدرع من كتائبنا والكتائب الأخرى التابعة للواء، وهو الهجوم الذي جاء بالتنسيق وبالتزامن مع هجوم آخر شنته جماعة الحوثي الانقلابية على مواقعنا في جبهة الكدحة".
وحمّل البيان السلطة المحلية في محافظة تعز وحزب الإصلاح مسؤولية سقوط أي موقع في يد الحوثيين.
بيان اللواء 35 مدرع، انتقد صمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والسلطة المحلية عن ما أسماها "الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحشد الشعبي بحق الكتائب، حيث قامت بسحب السلاح من الجبهات وتسخيرها لمهاجمة رفقاء السلاح".
وذكر البيان أن هذا الهجوم يأتي بعد أشهر قليلة من عملية "التهجير القسري بحق أفراد كتائب أبي العباس وأسرهم من مدينة تعز القديمة إلى منطقة الكدحة تحت مبررات واهية تتمثل باتهام الكتائب بالخروج عن القانون والذي تفصله ميليشيا الحشد الشعبي بما يتوافق مع أهوائها وأجندتها وهي تنفذ مخططها في السيطرة والاستحواذ على تعز وإقصاء الأطراف الأخرى".
وطالب اللواء 35 مدرع، السلطة المحلية والحكومة الشرعية والتحالف العربي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية "بتوفير الحماية اللازمة لأفراد كتائب أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع، والتي تتعرض لحملة إبادة ممنهجة واستهداف وفقا للهوية تمارسه ميليشيا الحشد الشعبي، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق قيادات ميليشيا الحشد الشعبي وقيادات حزب الإصلاح باعتبارها المسؤولة المباشرة عن هذه الجرائم بحق الإنسانية والتي يمارسها الحشد الشعبي بحق أفراد اللواء" حد تعبير البيان.