قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تدعم يمناً موحداً ولا تتغاضى أبداً عما فعله المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أحكم سيطرته على مدينة عدن العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً.
واعتبر المسؤول الأميركي في حديث لقناة "الحرة" الأمريكية، أن "ما جرى في جنوبي اليمن إلهاء وأمر غير مساعد، وهو إزاحة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً".
وأكد المسؤول الذي لم تكشف القناة الأمريكية عن هويته أن واشنطن تدعم ما تقوم به السعودية من وساطة لسحب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح وإعادة تشكيل الحكومة اليمنية.
ودعا المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في حديثه الخاص لقناة "لحرة"، الأطراف في اليمن إلى التوصل لاتفاق متفاوض عليه ينهي ما يعتبر إلهاء عن التهديد الاستراتيجي الذي يشكله الحوثيون المدعومون من إيران ضد السعودية" حد تعبيره.
وقال إن "السعوديين يتحدثون مع الإماراتيين الذين يقال إن لهم علاقات مع المجلس الجنوبي وسنرى ماذا سيحصل".
وأحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، السبت الفائت، سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذه الحكومة اليمنية "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت لمدة أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته، طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت السعودية طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانفصالي سحب قواته، في الوقت الذي رحب بالدعوة إلى الحوار.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية".
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
ودعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.