Click here to read the story in English
وصفت قناة الحرة الأمريكية، يوم الجمعة، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بـ"الرئيس الغائب عن الواقع والأرض"، وذلك على خلفية سيطرة قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم من الإمارات، على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.
وقالت القناة الأمريكية ، في تقرير لها: "شهدت اليمن خلال الأيام القليلة الماضية أحداثا متسارعة، وتغيرات عميقة في الخارطة السياسية هناك، خصوصا في عدن جنوبي البلاد. وفي غمرة علاقات القوة والضعف، بين ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بقيادة عيدروس الزبيدي، والحكومة المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، سقطت عدن في أيدي الانفصاليين دون مقاومة، وفق شهود عيان".
واعتبرت أن الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، أوقف تأرجح موازين القوى بين التحالف العربي الذي جاء لنجدة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد اجتياح الحوثيين، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استكمل السيطرة على كافة مفاصل عدن.
القناة الإخبارية الأمريكية نقلت في تقريرها عن وسائل إعلام عالمية تأكيدها أن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن لم تتطلب وقتاً كبيراً، فالانفصاليون وصلوا إلى القصر الرئاسي في وقت قياسي.
وقالت إن مقاطع فيديو نشرها مناصرون لحركة الانفصاليين على المنصات الاجتماعية، وثّقت "انقضاض" القوات التابعة للمجلس الانتقالي على عدن بالكامل، كما نقلت وكالة رويترز شهادات لجنود "الانتقالي" أكدوا فيها أن قواتهم لم تلق أي مقاومة.
وأضافت القناة: "في ظل هذه التطورات، يتردد على وسائل الإعلام اسمان على وجه الخصوص، وهما عيدروس الزبيدي، وهاني بن بريك، في ظل غياب شبه تام لاسم هادي الذي وصفه كثيرون بأنه "متردد ولم يكن قادراً على تسيير الوضع منذ البداية".
ونقلت قناة الحرة، عن الخبير في الشؤون اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري، قوله إنّ ما حدث في عدن مطلع الأسبوع الماضي شكل "ضربة حقيقية لمصداقية حكومة هادي".
وأشار سالزبري، إلى أن "التطورات الأخيرة في عدن تظهر بوضوح أن رئاسة هادي رمزية أكثر من أي شيء، وهي مجرد وسيلة للتمسك بشرعية الدولة أكثر من الجوانب العملية للحكم".
وأحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي السبت الفائت سيطرتها على كامل مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات تابعة للحكومة الشرعية، استمرت لمدة أربعة أسفرت عن مقتل 40 شخص وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وطالب التحالف الذي تقوده السعودية، الانتقالي الانفصالي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت السعودية طرفي الاقتتال في عدن إلى حوار عادل في المملكة.
ورفض الانفصاليون سحب قواتهم، لكنهم رحبوا بالدعوة إلى الحوار في السعودية.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
وذكرت القناة الأمريكية أن كثير من المتعابين يعيبون على هادي، سماحه للمملكة العربية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ شهر مارس 2015 اتخاذ القرارات بدلا عنه، ويقول سالزبري في هذا الصدد إن بقاءه في الرياض "يعطي غطاء قانونيا لتدخل التحالف" في اليمن.
فيما قال الباحث اليمني المتخصص في معهد "تشاتام هاوس" فارع المسلمي، للقناة، إن هادي الذي فر من عدن ويقيم حاليا في السعودية هو رئيس "غائب عن الواقع وغائب عن الأرض".
وأشار المسلمي وهو رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ، إلى أن الحكومة اليمنية تمر حالياً "بتفتت غير مسبوق" في ظل غياب الرئيس هادي عن الساحة، ورغبة الانفصاليين بتحويل سيطرتهم العسكرية في عدن إلى "واقع سياسي" وكل ذلك وفقه، نتيجة لنجاحهم في تقويض سلطة هادي، وذلك بعد مرور أكثر من أربع سنوات ونصف عن الصراع الدامي في هذا البلد الفقير.
ووصل عبدربه منصور هادي إلى رئاسة اليمن شهر فبراير 2012 بعد احتجاجات شعبية على الرئيس السابق علي عبد الله صالح في غمرة الربيع العربي الذي غير الخارطة السياسية لكثير من الدول العربية.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية".
ودعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.