أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، اليوم السبت، بدء انسحاب قوات وعناصر المجلس الانتقالي الجنوبي والعودة إلى مواقعها السابقة في محافظة عدن جنوبي اليمن، وذلك استجابة لدعوات التحالف.
وأحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي السبت الفائت سيطرتها على كامل مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات تابعة للحكومة "الشرعية"، استمرت لمدة أربعة أيام وأسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي في بيان إن "قوات الانتقالي في عدن بدأت اليوم سحب قواتها وعناصرها القتالية والعودة إلى مواقعها السابقة قبل الأحداث الأخيرة، وتسليم مقرات الحكومة اليمنية وبإشراف من التحالف".
وأضاف المالكي أن "قيادة القوات المشتركة تثمن استجابة الانتقالي في عدن لدعوة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لوقف إطلاق النار وتغليب الحكمة ومصالح الشعب اليمني وعدم الإضرار بها أو المساس بالممتلكات العامة والخاصة".
وأفادت مصادر بانسحاب قوات المجلس الانتقالي من مستشفى عدن والبنك المركزي ومقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وتسليم المواقع التي انسحبت منها إلى ألوية حماية الرئاسة، وفقاً لقناة العربية "السعودية".
كما ثمن المتحدث باسم قوات التحالف "استجابة الحكومة اليمنية الشرعية للدعوة لضبط النفس أثناء الأزمة وتغليبها لمصالح الشعب اليمني ومحافظتها على مكاسب تحالف دعم الشرعية في اليمن لأجل إعادة الدولة ومؤسساتها".
ودعت "قيادة القوات المشتركة إلى استمرار التهدئة وضبط النفس ووقف الخطاب الإعلامي المتشنج، وتعزيز لغة الحوار والتصالح وتوحيد الجهود في هذه المرحلة".
وحث بيان التحالف على "الوقوف سوياً لإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع النظام الإيراني الهدام باليمن، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بالدولة اليمنية وشعب اليمن من التنظيمات الإرهابية كالمليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وداعش" على حد تعبيره.
وكانت مصادر عسكرية وإعلامية قالت إن لجنة سعودية إماراتية مشتركة، وصلت يوم الخميس، إلى مدينة عدن جنوبي اليمن للإشراف على استلام المعسكرات والمقرات الحكومية التي سيطرت عليها قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم من الإمارات، في المدينة التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.
ومساء يوم الخميس أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عزمه طرد ما تبقى من قوات تابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" من بقية محافظات جنوبي اليمن، مؤكداً رفضه القاطع لأي "تواجد عسكري شمالي" هناك، معتبراً أن مكانها الطبيعي هو في "مواجهة الغزو الحوثي".
وكان التحالف الذي تقوده السعودية، طالب المجلس الانتقالي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، وهو ما رفضه المجلس ودفع التحالف إلى شن ثلاث ضربات جوية يوم الأحد وصفها مطلعون وسكان بالـ"تحذيرية" كونها استهدفت أماكن خالية في قصر رئاسة الجمهورية ومعسكر في عدن سيطرت عليهما قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة.
وعقب سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي على عدن، دعت السعودية طرفي الاقتتال في عدن، إلى حوار عاجل في المملكة.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم وقوتهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي التوجهات الانفصالية، وساعدت في إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس، ولا تخضع لتوجيهات الحكومة اليمنية "الشرعية".
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.