ناقش لقاء رسمي في طهران، اليوم السبت، جمع وفد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، وسفراء أربع دول أوروبية لدى إيران، هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وممثلين عن وزارة الخارجية الإيرانية، مستجدات الأوضاع في اليمن الذي يعيش حرباً طاحنة منذ نحو أربع سنوات ونصف.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية، أن المشاركين في اللقاء أكدوا ضرورة وقف الحرب على وجه السرعة وعلى الحل السياسي كطريق نهائي لحل أزمة اليمن. واعربوا عن قلقهم ازاء الاوضاع الانسانية المتدهورة، داعين للإسراع في إرسال المساعدات الانسانية إلى هذا البلد.
كما أكد المشاركون في اللقاء ضرورة التنفيذ الكامل لتوافقات ستوكهولم والالتزمات الكاملة للطرفين، باعتبار ذلك تمهيداً للحل والتسوية السياسية النهائية لأزمة اليمن.
وأفادت الوكالة أن الأطراف المشاركة في اللقاء طرحت وجهات نظر بلدانها حول تطورات اليمن في المجالات السياسية والميدانية والاوضاع الانسانية. واعربت عن أسفها العميق لاستمرار الأوضاع المتأزمة في هذا البلد والتي أدت حتى الآن إلى مصرع وإصابة عشرات الآلاف من ابناء الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية.
وترأس وفد جماعة الحوثيين في اللقاء، الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، فيما مثل إيران فريق برئاسة كبير مساعدي وزارة الخارجية في الشؤون السياسة الخاصة علي اصغر خاجي، بالإضافة إلى مشاركة سفراء ومندوبي الدول الأوروبية ذات الصلة المعروفة باسم "E4" وهي بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا، بحسب الوكالة الإيرانية.
ولفتت وكالة "فارس" إلى أن إيران عقدت حتى الآن 5 جولات من المحادثات حول اليمن مع الدول الاوروبية الأربع المذكورة، كان آخرها في العاصمة البلجيكية بروكسل في مارس/اذار الماضي بحضور المساعد السابق لوزير الخارجية الإيرانية في الشؤون السياسية الخاصة حسين جابري انصاري، ومندوبي الدول الأربع ومساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي هيلغا شميد.
ويزور إيران منذ نحو أسبوع، وفد من جماعة الحوثيين يترأسه الناطق الرسمي باسم الجماعة، والتقى بعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم المرشد الأعلى، علي خامنئي، بالإضافة إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ، بينما عجزت الأمم المتحدة عن إيجاد حلول لتنفيذ الاتفاق.
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.