حذرت كتائب أبي العباس السلفية التابعة للواء 35 مدرع التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، من سقوط جبهة "الكدحة" في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن بيد الحوثيين، بسبب قطاع ما أسمتها "ميليشيات" حزب الإصلاح خط الإمداد الرئيس لوحدات الكتائب في تلك الجبهة.
وقال قائد كتائب أبي العباس، العقيد عادل عبده فارع، في رسالة وجهها مساء أمس السبت، إلى قائد اللواء 35 مدرع، حصلت وكالة "ديبريفر" على نسخة منها، إن "ميليشيات حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) قامت مساء الخميس بشن هجوم شرس على نقطة البيرين وطريق الكدحة (تسيطر عليها كتائب أبي العباس) المؤدي إلى خطوط النار مع الحوثيين".
وأضاف أن "ميليشيات حزب الإصلاح استخدمت في الهجوم جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ونتج عن ذلك مقتل العديد من الشهداء وإصابة آخرين".
وأكد قائد الكتائب أن "ميليشيات حزب الإصلاح تمكنت من الاستيلاء على النقطة ودخول سوق البيرين وقطع جميع الطرق الرئيسية، والأهم من ذلك هو قطع الخط الرئيسي الكدحة – البيرين، ما سبب لنا إرباك للمقاتلين في الجبهة المواجهة لميليشيات الحوثي الانقلابية" حد تعبيره.
وطالب العقيد فارع قيادة اللواء بـ"التوجيه إلى من يلزم بوقف هذا الهجوم الغاشم وسحب ميليشيات الإصلاح (في إشارة إلى قوات الحشد الشعبي المسلح التابع للإخوان المسلمين في محافظة تعز) من السوق والطرق الرئيسية حتى يتسنى لنا الوصول إلى جبهة الكدحة، وتعزيز المقاتلين في المواقع الأمامية، في ما بيننا وبين الحوثي".
وأخلت كتائب أبي العباس مسؤوليتها عن سقوط جبهة الكدحة بيت الحوثيين إذا استمر الوضع أكثر من 24 ساعة.
ويعمل اللواء 35 مدرع الذي تنتمي إليه كتائب أبي العباس المعروفة بانتماء قائدها وعناصرها للتيار السلفي، وكذلك ما يمسى الحشد الشعبي التابع لحزب الإصلاح تحت مظلة الحكومة اليمنية الشرعية، لكن لكل منها أهداف مختلفة.
ويدور في اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وأمس الجمعة قال اللواء ٣٥ مدرع، إن عشرة من جنوده قتلوا في هجومين متزامنين لجماعة الحوثيين وقوات حزب الإصلاح.
وأضاف اللواء الذي يقوده العميد الركن عدنان الحمادي المنتمي للحزب الناصري، في بيان صحفي: "وقفت كتائب العقيد أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع أمام حملة استهدافها وشن الحرب عليها من قبل ميليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح والتي شنت هجوماً مسلحاً على أفراد الكتائب في منطقة البيرين والتي تعد خط إمداد رئيسي لجبهة الكدحة، واستخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة ما تسبب بسقوط عشرة شهداء من اللواء 35 مدرع من كتائبنا والكتائب الأخرى التابعة للواء، وهو الهجوم الذي جاء بالتنسيق وبالتزامن مع هجوم آخر شنته جماعة الحوثي الانقلابية على مواقعنا في جبهة الكدحة".
وحمّل البيان السلطة المحلية في محافظة تعز وحزب الإصلاح مسؤولية سقوط أي موقع في يد الحوثيين.
بيان اللواء 35 مدرع، انتقد صمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والسلطة المحلية عن ما أسماها "الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحشد الشعبي بحق الكتائب، حيث قامت بسحب السلاح من الجبهات وتسخيرها لمهاجمة رفقاء السلاح".
وذكر البيان أن هذا الهجوم يأتي بعد أشهر قليلة من عملية "التهجير القسري بحق أفراد كتائب أبي العباس وأسرهم من مدينة تعز القديمة إلى منطقة الكدحة تحت مبررات واهية تتمثل باتهام الكتائب بالخروج عن القانون والذي تفصله ميليشيا الحشد الشعبي بما يتوافق مع أهوائها وأجندتها وهي تنفذ مخططها في السيطرة والاستحواذ على تعز وإقصاء الأطراف الأخرى".
وطالب اللواء 35 مدرع، السلطة المحلية والحكومة الشرعية والتحالف العربي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية "بتوفير الحماية اللازمة لأفراد كتائب أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع، والتي تتعرض لحملة إبادة ممنهجة واستهداف وفقا للهوية تمارسه ميليشيا الحشد الشعبي، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق قيادات ميليشيا الحشد الشعبي وقيادات حزب الإصلاح باعتبارها المسؤولة المباشرة عن هذه الجرائم بحق الإنسانية والتي يمارسها الحشد الشعبي بحق أفراد اللواء" حد تعبير البيان.