أصدرت سلطات جماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم السبت، قراراً بتعيين سفيراً لليمن لدى إيران، الأمر الذي اعتبرته الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، "انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية".
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في صنعاء التي يديرها الحوثيون، أن قراراً جمهورياً صدر اليوم السبت بتعيين إبراهيم محمد محمد الديلمي سفيرا فوق العادة ومفوضاً للجمهورية اليمنية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فيما قالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثيين، إن "هذه الخطوة تأتي تعزيزاً للعمل المؤسسي الرسمي في إطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ" اللذين شكلهما الحوثيين لإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وفي أول رد فعل من الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، اعتبر وزير الإعلام في هذه الحكومة، أن "التبادل الدبلوماسي بين نظام طهران وأداته في اليمن المليشيا الحوثية، ليس مفاجئاً، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقى الدعم من تحت الطاولة إلى العلن، ويؤكد صحة ما قلناه منذ البداية عن هذه العلاقة وطبيعتها وأهدافها".
ولوح الإرياني في سلسلة تغريدات على تويتر رصدتها وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، بأن حكومته سترفع مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة إزاء ذلك، وقال: "نؤكد في الحكومة اليمنية على حقنا في اتخاذ الاجراءات اللازمة ورفع مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة إزاء هذا التطور الذي يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية".
وطالب وزير الإعلام المجتمع الدولي "بموقف حازم حيال استمرار التدخلات الايرانية في اليمن وسياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار" حد قوله.. مشيراً إلى أن "هذه الخطوة تتجاوز القوانين والأعراف الدولية وتخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية".
وربط المسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً توقيت إعلان الحوثيين بتعيين سفيراً لدى طهران، في ظل "اشتعال المنطقة على خلفية أزمة اختطاف الناقلات النفطية وأمن الملاحة في مضيق هرمز"، معتبراً ذلك تأكيداً "لحالة العزلة التي يعيشها نظام طهران ومساعيه كسرها".
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
يأتي إعلان جماعة الحوثيين عن تعيين سفيراً لليمن لدى طهران، عقب تطورات لافتة في العلاقات بين الجماعة وإيران، حيث يزور وفد حوثي منذ أكثر من أسبوع، إيران التقى بعدد من المسؤولين وفي مقدمتهم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، السلطة الأعلى في البلاد، بالإضافة إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وخلال لقاء خامنئي، الثلاثاء الفائت، بالوفد الحوثي الذي يرأسه الناطق باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، أعلن المرشد الأعلى الإيراني "دعمه لجهاد نساء ورجال اليمن المؤمنين والمقاومين" وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، وذلك في إشارة إلى دعمه الرسمي لجماعة الحوثيين التي تقاتل ضد الحكومة الشرعية والتحالف الذي يدعمها بقيادة السعودية والإمارات.
وقبيل دقائق من إعلان جماعة الحوثيين (أنصار الله) عن قرار تعيينهم سفيراً لدى طهران، قال زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، إن زيارة الوفد إلى إيران يأتي في سياق التمهيد لعودة العلاقة الرسمية والتمثيل الدبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية.
وأثنى الحوثي على موقف بالوقوف إلى جانب جماعته، معتبراً أن زيارة وفد جماعته إلى طهران يهدف إلى "كسر العزلة على اليمن بالعلاقات الرسمية بين اليمن وإيران، والتي كانت في وقت سابق على مستوى الرؤساء والوزراء واللجان المشتركة"، مشيراً إلى وجود أكثر من 70 اتفاقية بين إيران واليمن قبل وصول الحوثيين إلى الحكم، وأن العلاقات مع طهران "ستكون أفضل من الماضي".
وفي وقت سابق اليوم السبت، عُقد في طهران لقاء رسمي اليوم السبت، جمع وفد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، وسفراء أربع دول أوروبية لدى إيران، هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وممثلين عن الخارجية الإيرانية.
وقالت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية، أن اللقاء نقاش مستجدات الأوضاع في اليمن وأكدوا ضرورة وقف الحرب على وجه السرعة وعلى الحل السياسي كطريق نهائي لحل أزمة اليمن. وأشارت إلى أن المشاركين في اللقاء شددوا على ضرورة التنفيذ الكامل لتوافقات ستوكهولم والالتزمات الكاملة للطرفين، باعتبار ذلك تمهيداً للحل والتسوية السياسية النهائية لأزمة اليمن.