Click here to read the story in English
قال وزير في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يوم السبت، إن عودة الدولة في مدينة عدن، التي تتخذها تلك الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، مرهون بتفكيك ما أسماها "مليشيات الإمارات" وتسليح قوات الحكومة "الشرعية" بمختلف أنواع الأسلحة.
وأضاف وزير النقل في الحكومة اليمنية "الشرعية" صالح الجبواني، في تغريدة على تويتر أن "عودة مبانٍ ودعوة جنود من الحراسة الرئاسية المدمرة، بسلاحهم الشخصي لحراستها، لا يعني عودة للدولة كما يبشر البعض" في إشارة إلى إعلان التحالف العربي، بدء انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً من مواقع سيطرت عليها في عدن.
وأحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، في 10 أغسطس سيطرتها على كامل مدينة عدن، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة "الشرعية"، استمرت لمدة أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وأمس السبت، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، بدء انسحاب قوات وعناصر المجلس الانتقالي الجنوبي والعودة إلى مواقعها السابقة في محافظة عدن جنوبي اليمن، وذلك استجابة لدعوات التحالف.
وانسحبت قوات الانتقالي الجنوبي من بعض المقرات المدنية للحكومة اليمنية "الشرعية" في عدن، لكنها رفضت الانسحاب من المعسكرات والمواقع الأمنية التي سيطرت عليها.
وكانت لجنة إماراتية سعودية وصلت الخميس إلى عدن للإشراف على انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من مؤسسات ومقرات الحكومة اليمنية "الشرعية".
وأكد الوزير الجبواني أن "عودة الدولة بشكل حقيقي لن تتم إلا بتسليح قوات الشرعية بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وتفكيك مليشيات الإمارات ودمجها بالجيش والأمن ودفعها للجبهات مع الحوثي".
في المقابل رحب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية "الشرعية" معمر الإرياني، بانسحاب قوات الانتقالي من عدد من المقرات الحكومية في مدينة عدن، مبيناً أنه "يجري استكمال إجراءات تسليم وزارة الداخلية ومصفاة عدن إلى ألوية الحماية الرئاسية بإشراف تحالف دعم الشرعية".
وثمن الإرياني عالياً دور السعودية والإمارات فيي احتواء أحداث عدن، التي اعتبرها "فرصة مهمة لمراجعة شاملة وتحفيز العمل المشترك للحفاظ على الدولة اليمنية".
ودعا إلى "توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية وبما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران"
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم وقوتهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي التوجهات الانفصالية، وساعدت في إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس، ولا تخضع لتوجيهات الحكومة اليمنية "الشرعية".
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.