Click here to read the story in English
قال عميد الصحافة الكويتية رئيس تحرير صحيفة "السياسة" أحمد الجارالله، يوم السبت، إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مخترقة، في إشارة كما يبدو لقوى النفوذ في حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، الذي يهيمن على القرار في الرئاسة والحكومة "الشرعية".
ووصف الصحفي الكويتي البارز في سلسلة تغريدات على "تويتر" تابعتها وكالة "ديبريفر" للأنباء، الرئاسة اليمنية بالضعيفة والبعيدة عن الواقع، مُطالباً بإبعاد الجنوب عن الشمال.
وأضاف الجار الله ": "بكل صراحة الحكومة الشرعية اليمنية حكومة مخترقة برئاسة ضعيفة بعيدة عن الواقع وعاصفة الحزم حققت مرادها أبعدت الجزيرة العربية عن مخاطر النظام الإيراني الكهنوتي الذي كان مراده تشييع هذه البلدان بمسار طائفي، السعودية والإمارات حققت مرادها المطلوب إبعاد الجنوب وعمل حصار على الشمال"..
وزعم أن اليمن لن يبقي موحداً .. مشيراً إلى أن على دول التحالف الداعمة للشرعية بقيادة السعودية، "أن تدرك أن أهل اليمن الجنوبي ثقافتهم مختلفة عن ثقافة شمال اليمن، وولاءهم للوطن أنقي من ولاء المواطن الشمالي والدليل وجود الإيرانيين في الشمال وليس في الجنوب" على حد قوله.
ويدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية ومعها الإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ سبتمبر 2014، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".
عميد الصحافة الكويتية خاطب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالقول ": ملك سلمان والدك الملك عبد العزيز رحمه الله طلب من أخوك الملك فيصل العودة من اليمن الشمالي مكتفياً بما حقق من انتصارات، طلب منه العودة من مشارف الحديدة ولم يكن الجنوب ضمن الشمال، كان سبع ممالك مرتبطة بعلاقات طيبة مع شبه الجزيرة العربية، ملك سلمان دع اليمن الشمالي لأهلها يحررونها".
وأردف الجار الله: "أتركوا أبناء اليمن الشمالي يحرروا بلدهم من إيران وعملائهم الحوثيين، دعوهم يذوقوا ضيم النظام الإيراني الكهنوتي والذي يعاني منه الشعب الإيراني، دعوهم يحرروا بلدهم وأقيموا سداً عالياً بين حدودهم وحدود الجزيرة العربية، دعوا الشعب اليمني الشمالي هو الذي يحرر بلده من الغزاة الإيرانيين".
وتابع الكاتب الكويتي البارز قائلا ": الآن عاصفة الحزم حققت مرادها، الإيرانيون في الشمال مع حوثيوهم ومع الذين يبيعون أطفالهم بأبخص الأثمان يقدموهم وقودا للدفاع عن وجود النفوذ الإيراني في الشمال اليمني، الجنوب نقاءه مطلوب المحافظة عليه بعيداً عن الشمال الذي لوثه الحوثيون ولوثته دعاية المرتزقة المرتبطين بإيران".
جاءت اتهامات الكاتب الصحفي البارز للحكومة والرئاسة اليمنية بالضعف والاختراق لتنسجم مع العديد من الاتهامات الموجهة لحزب الإصلاح المسيطرة على قرار "الشرعية"، بالتراخي في جبهات القتال في المحافظات الشمالية، ما أدى إلى تأخير الحسم العسكري والنصر على جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي تسيطر على معظم الشمال اليمني .
ويتهم عدد كبير من السياسيين والناشطين والمواطنين، الحكومة اليمنية "الشرعية" بالفساد والفشل الذريع في إدارة شؤون البلاد في مختلف المحافظات "المحررة" أهمها مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقت للبلاد.
كما تأتي تصريحات الكاتب الكويتي بشأن فصل الجنوب عن الشمال، بعد أسبوع واحد، من إحكام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي سيطرتها على كامل مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات تابعة للحكومة الشرعية، استمرت أربعة وأسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة الاتهامات، ضد حزب الإصلاح الذي يتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لدوره الذي يصفه منتقدوه بالـ"مشبوه" في العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف العربي وقوات ما يسمى "المقاومة" بتشكيلاتها المختلفة خصوصاً تخاذله في تحريك جبهات طوق العاصمة صنعاء "نهم، صرواح، والبيضاء"، رغم امتلاكه أكبر ترسانة عسكرية بشرياً ولوجستياً يتجاوز عددها الـ 120 ألف مقاتل، موالون لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر المقرب من الإصلاح، وغالبيتهم قابعين في محافظة مأرب شمال وسط البلاد والتي يسيطر عليها الإصلاح.
ويقول منتقدو حزب الإصلاح إن هذا الحزب "يرى كل ما في الشرعية مكسباً له وهو الأحق بإدارته وفقا لمزاجه بعيداً عن فكرة الدولة، فهو ظاهرياً مع الدولة، وخلف الستار يبقى الإصلاح بعقلية الداعية الديني المتشدد المنتمي لحزب الإصلاح عبدالله العديني".
وعزا المراقبون تأخر الحسم في معظم جبهات الشمال إلى رغبات وقناعات لدى مسؤولين عسكريين ومدنيين داخل حكومة "الشرعية" وفي مؤسسة الرئاسة اليمنية التي يسيطر حزب الإصلاح على القرار فيها، إذ يسعون إلى إطالة الحرب وعدم تمكين الرئيس عبد ربه منصور هادي من أي نصر قد يعيد رسم خارطة سياسية جديدة إلى ما بعد التسوية لإنهاء الصراع في ليمن.
ويرى مراقبون ومتابعون سياسيين يمنيون أن جزءاً كبيراً من قوات الحكومة المعترف بها دولياً والوحدات العسكرية التي تدين بالولاء للإخوان المسلمين، تسير وفق أجندات لا تخدم هزيمة الحوثيين، وتنفذ خطط الحزب وأهدافه ولا يهمها استعادة كيان الدولة.