رفضت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً اليوم الثلاثاء مجدداً استمرار دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، مطالبة بإيقافه فوراً وبشكل كامل.
وقال نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية "الشرعية" محمد الحضرمي في تصريح مقتضب نشره حساب الوزارة في "تويتر"، "نرفض استمرار تقديم الدعم الإماراتي المالي والعسكري لقوات المجلس الانتقالي الخارجة عن القانون والدولة في اليمن، ونجدد المطالبة بإيقافه بشكل فوري وكامل".
وأضاف الحضرمي أن "ما تشهده محافظة أبين من تصعيد غير مبرر من قبل قوات المجلس الانتقالي المدعومة من قبل الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أمر مرفوض وغير مقبول".
وحذر من أن التصعيد "سيعمل على تقويض وإفشال جهود الوساطة" التي تقودها السعودية.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الخاصة في محافظة أبين جنوبي اليمن.
وأوضحت المصادر أن قوات الحزام الأمني تحاصر معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة زنجبار مركز المحافظة، وتطالب بالانسحاب وتسليم المعسكر.
وأشارت المصادر إلى أن هذا التصعيد يأتي على خلفية تأييد قوات الأمن الخاصة، للحكومة "الشرعية" ورفضها لـ "انقلاب" قوات الانتقالي الجنوبي في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.
وكان وزير الإعلام في الحكومة "الشرعية" معمر الإرياني دعا "الأشقاء لسرعة التدخل والضغط على المجلس الانتقالي لوقف التصعيد وسحب جميع عناصره".
واعتبر في سلسلة تغريدات على تويتر حصار "الحزام الأمني" لمعسكر القوات الخاصة "تحدياً للسعودية ورفض الدعوات التي أطلقتها للتهدئة والحوار وتغليب صوت العقل والحكمة".
وفي 10 أغسطس الجاري أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
واعتبرت الحكومة "الشرعية" ما قام به الانتقالي الجنوبي "انقلاباً آخراً" عليها في عدن، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء.
وفي اليوم ذاته، اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، بالانقلاب على الشرعية اليمنية في عدن، وحملتهما "تبعات ذلك الانقلاب".
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات..