أكد مصدر في "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً في اليمن، أن قوات الحزام الأمني والتدخل السريع التابعة للمجلس الانفصالي، في محافظة أبين جنوبي البلاد، سيطرت اليوم الثلاثاء على معسكر القوات الخاصة ومعسكر الشرطة العسكرية التابعين للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً بعد اشتباكات عنيفة مع منتسبي المعسكرين.
وقال المصدر لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، إن القوات التابعة للانتقالي الجنوبي هاجمت معسكر القوات الخاصة الموالي للشرعية اليمنية مساء أمس الاثنين في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين شرق عدن، بعد رفض قيادة المعسكر تسليمه لقوات الانتقالي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع حراسة المعسكر وقيادته. وتحفظ المصدر على ذكر عدد القتلى والجرحى جراء ذلك.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات توقفت قبل ظهر اليوم الثلاثاء بعد تدخل وساطة قبلية، وتم الاتفاق على تسليم المعسكر لقوات الانتقالي مقابل تأمين مغادرة قائده وأفراده الذين توجهوا مع بعض عتادهم العسكري إلى مديرية لودر في المحافظة ذاتها.
كما أكد المصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي أن قوات الحزام الأمني في محافظة أبين التابعة للمجلس والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة، سيطرت، اليوم الثلاثاء، على معسكر الشرطة العسكرية في منطقة الكود بمديرية خنفر بعد معارك عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، دون أن يحدد عددهم.
يأتي ذلك بعد عشرة أيام من إحكام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، سيطرتها في 10 أغسطس الجاري على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة للبلاد، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة. وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية "الشرعية" "انقلاباً آخر" عليها من قبل المجلس الانفصالي المدعوم إماراتياً بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر عام 2014، وأصبحت الحكومة بلا مقر.
واتهمت الحكومة اليمنية، دولة الامارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، بالانقلاب على الشرعية اليمنية في عدن، وحملتهما "تبعات ذلك الانقلاب".
فيما طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، في العاشر من أغسطس الجاري، المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه. ودعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته، لكنه رحب بالدعوة إلى الحوار.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية" في حربها المستمرة للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق في شمالي اليمن ذات الكثافة السكانية والحضرية.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.