نائب الانتقالي يتحدث عن مخطط حزب الإصلاح ويدعو لطرده من "الشرعية"

وفد الانتقالي الجنوبي يصل جدة تلبية لدعوة سعودية من أجل حوار مع الحكومة اليمنية

جدة - عدن (ديبريفر)
2019-08-20 | منذ 3 سنة

وفد الانتقالي الجنوبي إلى السعودية - اليوم

وصل إلى مدينة جدة السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، وفد "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً، وذلك تلبية لدعوة وجهتها السعودية إليها من أجل إجراء حوار مع الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، عقب سيطرة قوات المجلس على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد.

ويترأس وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس المجلس عيدروس قاسم الزُبيدي، ويضم أربعة من هيئة رئاسة المجلس.

وكان الانتقالي الجنوبي أعلن في بيان مقتضب في وقت سابق مساء اليوم الثلاثاء، أن وفد من المجلس يترأسه الزبيدي توجه من عدن إلى جدة، وذلك "استجابة لدعوة وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية". ولم يتطرق البيان إلى  الحوار الذي دعت إليه الرياض لأطراف الاقتتال في عدن.

ومن غير المعروف ما إذا كان حواراً سيبدأ فعلاً خلال اليومين القادمين أم لا، خصوصاً مع تمسك الحكومة اليمنية الشرعية بموقفها الرافض لإجراء أي حوار مع الانتقالي الجنوبي إلا بعد انسحاب قواته من جميع المواقع التي سيطر عليها في مدينة مؤخراً، وهو ما يرفضه الانتقالي الذي أعلن مراراً أنه لن ينسحب من تلك المواقع إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية.

وقبل عشرة أيام وتحديداً في 10 أغسطس الجاري، أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، سيطرتها على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي اليوم ذاته اتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية" الإمارات بالوقوف وراء ما اعتبرته "انقلاباً آخر" عليها في عدن نفذه الانتقالي الجنوبي، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر العام 2014، لتصبح هذه الحكومة بلا مقر حالياً.

وطالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.

ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته، لكنه رحب بالدعوة إلى الحوار.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

 

مخطط للإخوان

إلى ذلك تحدث نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، عن ما قاله إنه "مخطط" حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) للسيطرة على جنوب البلاد ابتداءً من مدينة عدن، مجدداً التأكيد بأن المجلس الانتقالي" أفشل مخطط" حزب الإصلاح.

وقال بن بريك في سلسلة تغريدات على تويتر، اليوم الثلاثاء، رصدتها وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء: "المخطط كما قلناه سقوط عدن بيد الإصلاح ثم سقوط الجنوب وتتوقف كل الجبهات ضد الحوثي؛ لأن الجنوبيين هم من يقاتل فيها فينضم الجنوب لمأرب وتعز وسيدخل الإصلاح في تسوية مع الحوثي لتقاسم السلطة، وبهذا يضرب الإصلاح الكل الجنوب والتحالف والمؤتمر الشعبي العام". وأردف: "فشل المخطط فقالوا انقلب الانتقالي على الشرعية".

وأضاف: "إذا سقط الجنوب بيد الإصلاح فلن تكون جبهات ضد الحوثي، فالجنوبيون هم من يقاتل بشرف ضد الحوثي وهم من يحمل مشروع التحالف بقيادة السعودية العظمى والعضيد الأكبر الإمارات".

واعتبر أن "أي تخاذل في حفظ الجنوب بعيداً عن الإصلاح، يصب في مصلحة الحوثي ويخدمه بشكل مباشر، وأي تقوية للجنوبيين فهي تضعف الحوثي".

وتابع نائب رئيس الانتقالي الجنوبي: "كل ما صدر من الحكومة وناشطيها من بيانات فيها الإساءة لدولة الإمارات هو بالضرورة منسحب على السعودية وهذا يمثل قمة الجحود ويثبت بما لايدع مجالا للشك أن الشرعية مختطفة بيد الإخونج وتسير نحو مناهضة المشروع القومي العربي الذي تقوده السعودية والإمارات بطريقة انتقامية غاية في الخبث".

ودعا بن بريك إلى طرد حزب الإصلاح من الشرعية اليمنية وتمكين أطراف أخرى من شمالي اليمن لـ"تحرير" صنعاء، قائلاً: "إذا تم طرد حزب الإصلاح الإرهابي من الشرعية فسيتم تحرير صنعاء في زمن قياسي، فالشمال فيه رجال لم يتعامل معهم حتى الآن". ويقصد بـ"تحرير صنعاء"، طرد الحوثيين من العاصمة اليمنية التي يسيطرون عليها منذ خمس سنوات.

وخلال نحو أربع سنوات ونصف، لم تتمكن قوات "الشرعية" اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) من السيطرة على أجزاء كبيرة في البلاد واقعة تحت سلطة الحوثيين، وذلك رغم وقوف تحالف عسكري واسع مكون من نحو 17 دولة إلى جانب "الشرعية" اليمنية، فيما يؤكد محللون ومراقبون وسياسيون أن السبب هو فساد الشرعية اليمنية التي يهيمن عليه حزب الإصلاح وفشلها في إدارة شؤون البلاد.

ويسود في أغلب مناطق اليمن لا سيما المحافظات الجنوبية احتقان وغضب واسع ضد قوى حزب الإصلاح التي  تهيمن على القرار في الرئاسة والحكومة اليمنية "الشرعية". وتتهم قوى سياسية يمنية أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، حزب الإصلاح بعدم جديته والتخاذل والتراخي في جبهات القتال ما أدى إلى عدم التمكن من الحسم العسكري ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله).

وتصاعدت في الآونة الأخيرة الاتهامات، ضد حزب الإصلاح الذي يتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لدوره الذي يصفه منتقدوه بالـ"مشبوه" في العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف العربي وقوات ما يسمى "المقاومة" بتشكيلاتها المختلفة خصوصاً تخاذله في تحريك جبهات طوق العاصمة صنعاء "نهم، صرواح، والبيضاء"، رغم امتلاكه أكبر ترسانة عسكرية بشرياً ولوجستياً يتجاوز عددها أكثر من 120 ألف مقاتل، موالون لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر المقرب من الإصلاح، وغالبيتهم قابعين في محافظة مأرب شمال وسط البلاد والتي يسيطر عليها "الإصلاح".

ويؤكد مراقبون ومتابعون سياسيين يمنيون أن الجزء الأكبر من قوات الحكومة المعترف بها دولياً والوحدات العسكرية التي تدين بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين، تسير وفق أجندات لا تخدم هزيمة الحوثيين، وتنفذ خطط الجماعة وأهدافها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet