Click here to read the story in English
توقفت فجر الجمعة الاشتباكات التي اندلعت في مدينة عتق بمحافظة شبوة وسط جنوبي اليمن بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً وقوات الحكومة المعترف بها دولياً التي اتهمت قيادة القوات الإماراتية في بلحاف بتفجير الوضع العسكري ومحاولة اقتحام مدينة عتق، في حين دعا الانتقالي الجنوبي للتحقيق لمعرفة المتسبب بتفجير الوضع.
وقالت مصادر محلية لوكالة ديبريفر للأنباء إن الاشتباكات توقفت عقب سيطرة قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الموالية لحزب الإصلاح على مدينة عتق.
فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن مدير أمن محافظة شبوة العميد عوض الدحبول قوله إن "قوات الجيش والأمن بسطت سيطرتها على مدينة عتق".
واتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية" قيادة القوات الإماراتية في بلحاف بتفجير الوضع في شبوة ومحاولة اقتحام مدينة عتق عاصمة المحافظة، رغم الجهود الكبيرة للسعودية لإنهاء الأزمة وإيقاف التصعيد العسكري.
وأكد الناطق باسم الحكومة "الشرعية" راجح بادي في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في الرياض والتابعة لتلك الحكومة، عزم الأخيرة "مواجهة التمرد الذي يقوده ما يسمى المجلس الانتقالي بكافة الوسائل."
واعتبر بادي، توسيع التمرد المسلح إلى محافظة شبوة تحدياً واضحاً لأهداف التحالف العربي وجهود السعودية للتهدئة وإصرار على إفشال كل جهود احتواء الأزمة.
وأضاف أن "موقف الوحدات العسكرية ثابت ومتماسك وقوي في التصدي للتمرد المسلح الذي تقوم به ميلشيات الانتقالي".
من جهته أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك اليوم الجمعة، عن توقف الاشتباكات في شبوة، داعياً التحالف إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة من المتسبب بتفجير الوضع هناك.
وقال ابن بريك في سلسلة تغريدات على "تويتر": "احترام النخبة للتحالف بقيادة السعودية والالتزام التام بالتهدئة والنظر في الحلول مع التحالف هو ما جعل النخبة تتوقف في شبوة والاكتفاء بالتأديب الذي حصل".
وتوعد القوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح باستئناف القتال "في حال تكرار الاعتداء والتحشيد من حزب الإصلاح الإرهابي فلن نقف نتفرج التزام قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا وسيهب الجنوب كله لشبوة" حسب قوله.
وأردف ابن بريك أنه "بينما وفد المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي في السعودية تلبية للدعوة الكريمة، يفتعل من لايريد للزيارة النجاح تحرشات بنقاط النخبة الشبوانية لتجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها".
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الخميس بين قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات وقوات اللواء 21 ميكا التابع للحكومة اليمنية "الشرعية" والموالي لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن).
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات اندلعت عند مدخل مدينة عتق بعد فشل وساطة قبلية وسعودية في نزع فتيل الأزمة بين الجانبين بهدف السيطرة على المدينة.
ووصلت لجنة عسكرية سعودية يوم الخميس إلى مدينة شبوة في محاولة لوقف تصاعد الخلافات، وقالت مصادر محلية إن اللجنة غادرت باتجاه منطقة بلحاف حيث مقر القوات الإماراتية، وذلك بعد اجتماعها بمحافظ شبوة.
وأضافت المصادر أن الاجتماع خرج بوعد سعودي برفع تقرير عن الوضع في شبوة إلى القيادة السعودية.
وكان الجانبان اتفقا مساء الأربعاء، على انسحاب قوات اللواء "21 ميكا" والقوات الخاصة التابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" من مدينة عتق، وتسليمها للأمن العام، وعدم دخول قوات "النخبة الشبوانية" إليها، لكن الاتفاق لم يتم تنفيذه نتيجة تلكؤ القوات الحكومية واستمرار "النخبة الشبوانية" في تعزيز قواتها بعدد كبير من المقاتلين والآليات بالقرب من مداخل المدينة.
وتسعى قوات "النخبة الشبوانية" المدعومة من الإمارات والمؤيدة لانفصال جنوبي اليمن عن شماله، إلى إحكام سيطرتها على كامل محافظة شبوة التي يوجد بها حقول للنفط والغاز.
وأنشأت الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم "الشرعية" في اليمن ضد جماعة الحوثيين، فصيلاً مسلحاً في محافظة شبوة أُطلق عليه "النخبة الشبوانية" لا تدين بالولاء للحكومة اليمنية، ودعمته بالتدريب وتجهيزات وعتاد عسكري ضخم ليعمل في إطار "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح الذي تدعمه أبو ظبي أيضاً، والذي أحكم سيطرته خلال الأيام الماضية على عدد من المحافظات جنوبي البلاد، بما فيها مدينة عدن التي تتخذها حكومة "الشرعية" اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد.
وعملت الإمارات على إنشاء عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية محلية في اليمن خصوصاً في المحافظات الجنوبية، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بعشرات الآلاف من الجنود في إطار إستراتيجية تزعم أنها لمواجهة الحوثيين من جهة، ومحاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية وحاول توسيع سيطرته في البلاد.