الانتقالي الجنوبي في اليمن يدعو أطراف الاقتتال في شبوة للالتزام بالتهدئة وسلامة قوات التحالف

عدن ( ديبريفر)
2019-08-23 | منذ 3 سنة

دعا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في اليمن، مساء يوم الجمعة، جميع الأطراف في محافظة شبوة جنوبي البلاد، لضبط النفس والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة.

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس، نزار هيثم، في بيان: "تجنباً لمخاطر سوء التقدير فأن المجلس الانتقالي الجنوبي وانطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقه كمفوض شعبي، فأنه يدعو جميع الأطراف في محافظة شبوة لضبط النفس والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف العربي وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة".

تأتي هذه الدعوات في وقت تجددت فيه الاشتباكات لليلة الثانية على التوالي في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، بين قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، وقوات تابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً وتوالي حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن).

وأضاف بيان المجلس الانتقالي الجنوبي: "والمجلس وهو يوجه هذا النداء، فأنه يطالب جميع القوات الجنوبية بالثبات في المواقع المتواجدة فيها والحفاظ على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، كما يحذر في الوقت نفسه أي قوة كانت من محاولة الاعتداء على قوات التحالف، ويؤكد بأنها ستكون عرضة للمسألة أمام المجلس الانتقالي الجنوبي".

وجدد الانتقالي الجنوبي في بيانه ترحيبه "بدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود وجهود المملكة العربية السعودية الرامية للحوار بين الأطراف اليمنية بما يحقق تطلعات وآمال الشعب اليمني"، مؤكدا استعداد المجلس الانتقالي الجنوبي لهذا الحوار "بكل مصداقية" حد وصفه.

واعتبر البيان أن التطورات الأخيرة "أثبتت بما لايدع مجالا للشك، على وجوب أن يكون للجنوب تمثيل كامل وأساسي في أي مفاوضات قادمة تقودها الأمم المتحدة، للخروج بحلول تضمن سلام مستدام لهذه المنطقة المهمة من العالم، وفق الشرائع والقوانين الدولية التي تكفل لكل شعوب العالم الحق في تقرير مصيرها".

وكان مراسل "ديبريفر" أكد مساء ايوم الجمعة أن الاشتباكات تجددت مساء اليوم الجمعة في أطراف مدينة عتق عاصمة المحافظة، بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومون من الإمارات العربية المتحدة، وقوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً توالي حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن).

ولفت إلى أن الانفصاليين المدعومين إماراتياً، بدأوا اليوم الجمعة، في حشد قوات ضخمة لخوض معركة كبيرة بهدف انتزاع مدينة عتق من أيدي قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً توالي حزب الإصلاح المهيمن على قرار الحكومة والرئاسة في البلاد.

وأوضح المراسل أن هذا التحشيد العسكري من قِبل "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً جاء بعد إخفاق قوات "النخبة الشبوانية" التابعة للمجلس في السيطرة على المدينة في معارك بدأت مساء أمس وتوقفت فجر اليوم الجمعة، ما دفع الانتقالي الجنوبي إلى حشد قواته من مختلف المحافظات التي يسيطر عليها في جنوبي اليمن.

وأشار إلى أن قوات كبيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وصلت من المحافظات الخاضعة لسيطرة المجلس، وتحتشد حول مدينة عتق لخوض معركة جديدة ضد قوات الحكومة اليمنية لانتزاع المدينة من قبضتها.

ووصف المراسل المعركة المرتقبة بـ"الحاسمة" بالنسبة للانفصاليين الجنوبيين كونها ستمكنهم من السيطرة على ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة "الشرعية" في محافظة شبوة، وستمهد الطريق أمام "الانتقالي الجنوبي" لبسط سيطرته على محافظة حضرموت، خصوصاً وأن كلا المحافظتين تعدان مورداً اقتصادياً رئيساً للبلاد كونهما غنيتان بالنفط والغاز.

وتوقفت فجر اليوم الجمعة اشتباكات عنيفة اندلعت مساء أمس الخميس في مدينة عتق بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً وقوات اللواء "21 ميكا" التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي اتهمت قيادة القوات الإماراتية في منطقة بلحاف التابعة لمحافظة شبوة، بتفجير الوضع العسكري ومحاولة اقتحام المدينة عتق، في حين دعا الانتقالي الجنوبي للتحقيق لمعرفة المتسبب بتفجير الوضع.

يأتي اندلاع المواجهات العسكرية للسيطرة على عتق في ظل استمرار مساعي "الانتقالي الجنوبي" للسيطرة على بقية محافظات جنوب اليمن بعد أن أحكمت قواته في 10 أغسطس الجاري، سيطرتها على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي اليوم ذاته اتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية" الإمارات بالوقوف وراء ما اعتبرته "انقلاباً آخر" عليها في عدن نفذه الانتقالي الجنوبي، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر العام 2014، لتصبح هذه الحكومة بلا مقر حالياً.

وطالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.

ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته، وعمل على توسيع سيطرته العسكرية على المحافظات الجنوبية للبلاد. لكن المجلس رحب بالدعوة إلى الحوار، فيما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار إلا بعد تنفيذ "الانتقالي" لبيان التحالف بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه  وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet