Click here to read the story in English
سيطرت قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً اليوم السبت على المعسكرات ومداخل مدينة عتق بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد، بعد معارك عنيفة مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات والساعية لانفصال جنوب اليمن عن شماله.
واعترف قادة في المجلس الانتقالي بهزيمة قواتهم وسيطرة قوات الحكومة "الشرعية" على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الحكومة "الشرعية" أحكمت سيطرتها على معسكر "ثماد" وطردت قوات الانتقالي من عدد من المباني الحكومية بينها مقر المجلس الانتقالي والأمن السياسي والمالية
وأوضحت المصادر أن الجيش الوطني تمكن من تأمين الخط الصحراوي بعد تطهير المعسكر وضمان وصول أي تعزيزات عسكرية للجيش بسهولة إلى مطار "عتق".
وفي تغريدة على تويتر صباح السبت قال محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، "نوجه رجال الجيش والأمن إلى حماية الممتلكات العامة والخاصة وبسط الأمن في عاصمة المحافظة".
وشدد على ضرورة إظهار القيم الأصيلة لأبناء شبوة وحسن التعامل، وإشاعة روح الإخاء والتسامح وتضميد الجراح.
من جهته قلل عبد العزيز الشيخ السكرتير الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي من أهمية سقوط مقر الانتقالي في يد القوات الحكومة "الشرعية" قائلاً "هناك ماهو أهم من مبنى مدني أو زاوية في شارع".
وأضاف في منشور بصفحته على موقع "فيسبوك"، "لا تهتزوا لمجرد مبنى مدني فاضي في حي سكني، حماية المدنيين والحفاظ على السكان مسئولية أخلاقية تتعامل بها قواتنا المسلحة الجنوبية ضمن قواعد الحرب".
وأكد أن معركة قوات المجلس مع من أسماها " قوى التطرف والإرهاب" مستمرة ومفتوحة، مضيفاً:"ثقوا قواتنا المسلحة الجنوبية عندها القدرة والمعرفة في التعامل مع قوى الشر في المكان والزمان المناسبين وبالطريقة والكيفية التي تمكنها من تحقيق النصر".
فيما قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد في تغريدة على "تويتر": "ليست المرة الأولى التي تمر فيها جحافل الباطل على مدينة عتق، فقد سبق للحوثي أن دخل إليها بتعاون الخونة والعملاء ثم طرد منها شرد طرده" على حد تعبيره.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي دعا مساء الجمعة، جميع الأطراف في محافظة شبوة إلى ضبط النفس والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس، نزار هيثم، في بيان: "تجنباً لمخاطر سوء التقدير فإن المجلس الانتقالي الجنوبي وانطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقه كمفوض شعبي، يدعو جميع الأطراف في محافظة شبوة لضبط النفس والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف العربي وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة"
و تجددت مساء الجمعة في مدينة عتق، المواجهات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة، وقوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً التي توالي حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن( في ظل استمرار مساعي "الانتقالي الجنوبي" للسيطرة على بقية محافظات جنوب اليمن بعد أن أحكمت قواته في 10 أغسطس الجاري، سيطرتها على كامل مدينة عدن إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.