اليمن.. قوات انفصالية موالية للإمارات تبرر تراجعها في شبوة بإتاحة "الفرصة للمفاوضات"

عدن (ديبريفر)
2019-08-24 | منذ 3 سنة

أفراد من قوات النخبة الشبوانية - أرشيف

بررت قيادة قوات "النخبة الشبوانية" الانفصالية في اليمن والموالية للإمارات العربية المتحدة والمدعومة منها، خسارتها للمعارك التي دارت اليومين الماضيين مع قوات تابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً وموالية لحزب الإصلاح، في محافظة شبوة جنوبي البلاد، بأنها "تركت الفرصة للتفاوض على تسليم المحافظة لممثليها"، التابعين للانفصاليين الجنوبيين.

وفي بيان لها حول تطورات الأوضاع في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة وما جاورها اطلعت عليه وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، قالت قيادة القوات اليمنية الموالية للإمارات: "حفظاً لأمن واستقرار محافظة شبوة فقد تركت قيادة النخبة الشبوانية الفرصة للتفاوض على تسليم المحافظة لممثليها المفوضين شعبياً حقناً للدماء وأملا في عودة المغرر بهم إلى رشدهم ويقينا منها أن شبوة لن تقصي أحدا من أبنائها".

وأضاف البيان: "فوت المغرر بهم الفرصة تلو الفرصة تلبية لإملاءات أسيادهم من عصابات تنظيم الإخوان الارهابية في مأرب بل واستغلوا تلك الفرص الممنوحة لاستقدام تعزيزات من جيش الأحمر في مأرب وكذلك عصابات من الإرهابيين وبعض شذاذ الآفاق مسلحين بأسلحة ثقيلة طمعا منهم في إعادة سيناريو العام 1994م".

ويقصد البيان بـ"جيش الأحمر"، قوات تابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" تخضع لنائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، الموالي لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن).

يأتي بيان قوات "النخبة الشبوانية" التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات، بعد أن أحكمت قوات حكومية موالية لحزب الإصلاح، في وقت سابق اليوم السبت، سيطرتها على المعسكرات التابعة لـ"النخبة الشبوانية" ومداخل مدينة عتق مركز محافظة شبوة، بعد معارك عنيفة متقطعة استمرت يومين.

وتابع بيان النخبة الشبوانية قائلاً: "اليوم وبعد أن اوقفت عصابات تنظيم الإخوان جبهاتها في مأرب باتجاه صنعاء (يسيطر عليها الحوثيون)، وأعلنت الحرب على الجنوب، فإننا نؤكد لكم أن قوات النخبة الشبوانية على أتم الاستعداد للمواجهة ولن يمرر المشروع الإخواني في شبوة، وأن قواتنا مازالت تمتلك زمام المبادرة".

ودعا البيان "كل أبناء المحافظة (شبوة) والجنوب إلى الالتفاف حول قوات النخبة والاصطفاف صفاً واحداً لدعم المشروع الجنوبي الطامح إلى الاستقلال واستعادة الدولة والوقوف ضد العصابات وشذاذ الآفاق وقاطعي الطرق القادمين لاحتلال المحافظة" حد تعبيره.

واختتمت قيادة "النخبة الشبوانية" بيانها بالقول: "إننا اذ ندعوا المقاومة الجنوبية في كل بقاع الجنوب إلى تعزيز موقف القوات المسلحة الجنوبية في محافظة شبوة، فإننا نؤكد أن مشروع أخونة محافظة شبوة وإعادتها إلى عهد الذلة والمهانة سيفشل ولن يمر إلا إذا فنينا جميعا، فالأرض أرضنا والحق لنا وإنا لمنتصرون".

وقوات "النخبة الشبوانية" قوات محلية أنشأتها ودربتها الإمارات العربية المتحدة ودعمتها بالسلاح، كما هو حال قوات ماتسمى "المقاومة الجنوبية" و"الأحزمة الأمنية" المشكلة من أفراد ينتمون لمحافظات في جنوبي اليمن.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية تزعم أنها لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية وحاول توسيع سيطرته في اليمن.

وتُعد شبوة ثالث أكبر محافظة في اليمن من حيث المساحة، وتجاورها من الشرق محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، وهي من المحافظات النفطية والغازية ويوجد فيها أكبر مشروع صناعي في البلاد، مشروع الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، الذي تقوده شركة توتال من بين سبع شركات عملاقة في إدارة محطة لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال بتكلفة 4.5 مليار دولار على بحر العرب.

وتسيطر على معظم مدن ومناطق شبوة قوات "النخبة الشبوانية" التي أنشأتها وتدعمها الإمارات وتناصب جماعة "الإخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء، وتدربت على يد قوات إماراتية أمريكية في حضرموت، وبدأت في أغسطس 2017 الانتشار في غالبية مديريات محافظة شبوة الـ17، فيما تسيطر قوات الحكومة اليمنية على ثلاث من تلك المديريات بينها عاصمة المحافظة مدينة عتق، ومدينة بيحان التي تحوي حقول نفطية وأخرى غازية.

واعترف بعض قادة المجلس الانتقالي الجنوبي بهزيمة قواتهم وسيطرة قوات الحكومة "الشرعية" على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.

وقالت مصادر محلية إن قوات الحكومة "الشرعية" أحكمت سيطرتها على معسكر "ثماد" وطردت قوات النخبة الشبوانية من عدد من المباني الحكومية بينها مقر المجلس الانتقالي الجنوبي والأمن السياسي والمالية.

وأوضحت المصادر أن القوات الحكومية تمكنت من تأمين الخط الصحراوي بعد تطهير المعسكر وضمان وصول تعزيزات عسكرية لتلك القوات بسهولة إلى عتق.

وفي تغريدة على تويتر صباح السبت قال محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، "‏نوجه رجال الجيش والأمن إلى حماية الممتلكات العامة والخاصة وبسط الأمن في عاصمة المحافظة".

وشدد على ضرورة إظهار القيم الأصيلة لأبناء شبوة وحسن التعامل، وإشاعة روح الإخاء والتسامح وتضميد الجراح.

وقلل عبد العزيز الشيخ السكرتير الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً، عيدروس الزبيدي، من أهمية سقوط مقر الانتقالي ومعسكرات تابعة للمجلس في يد القوات الحكومة "الشرعية"، قائلاً: "هناك ماهو أهم من مبنى مدني أو زاوية في شارع".

وأضاف في منشور بصفحته على موقع "فيسبوك"، "لا تهتزوا لمجرد مبنى مدني فاضي في حي سكني، حماية المدنيين والحفاظ على السكان مسئولية أخلاقية تتعامل بها قواتنا المسلحة الجنوبية ضمن قواعد الحرب".

فيما قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد عمر بن فريد، في تغريدة على تويتر: "ليست المرة الأولى التي تمر فيها جحافل الباطل على مدينة عتق، فقد سبق للحوثي أن دخل إليها بتعاون الخونة والعملاء ثم طرد منها شرد طرده".

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي دعا مساء الجمعة، جميع الأطراف في محافظة شبوة إلى ضبط النفس والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة.

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس، نزار هيثم، في بيان: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يدعو جميع الأطراف في محافظة شبوة لضبط النفس والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف العربي وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة".

وتجددت مساء الجمعة في مدينة عتق، المواجهات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة، وقوات حكومية يمنية توالي حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) في ظل استمرار مساعي "الانتقالي الجنوبي" للسيطرة على بقية محافظات جنوب اليمن بعد أن أحكمت قواته في 10 أغسطس الجاري، سيطرتها على كامل مدينة عدن إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet