Click here to read the story in English
أكد مسؤول أمني رفيع في محافظة أبين جنوبي اليمن ، مساء السبت، أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح المدعوم إماراتياً، انسحبت من المقرات والمعسكرات التي سيطرت عليها قبل خمسة أيام وتسليمها إلى قيادتها السابقة التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وقال مدير عام شرطة محافظة أبين، العميد علي الذيب الكازمي المكنى "أبو مشعل"، إن هذا الانسحاب جاء وفق اتفاق برعاية المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً عربياً لدعم الشرعية في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، قضى بتسليم مواقع القوات الحكومية في أبين لقيادتها السابقة.
وأوضح الكازمي في بيان، أن الاتفاق قضى بتسليم مقر القوات الخاصة، في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة لقائده السابق العقيد محمد العوبان، كما تسلم قائد الشرطة العسكرية في المحافظة العميد يوسف العاقل، مبنى قواته في منطقة الكود.
وأضاف "أن محافظ أبين وقائدي الشرطة العسكرية والأمن الخاص وقائد قوات الحزام الأمني في المحافظة، عقدوا لقاءً بقادة في التحالف العربي، تضمّن اتفاقًا بتثبيت وقف إطلاق النار ومنع أي انتشار عسكري وإعادة القوات السابقة إلى مواقعها".
وأشار مدير شرطة أبين، إلى أن مبنى القوات الخاصة لايزال خاضعاً لسيطرة قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، على أن تجري ترتيبات مع التحالف لتسليمه إلى قيادته السابقة في وقت لاحق.
وأفاد أن الاتفاق أعطى مهلة أسبوعين لإعادة ترتيب وضع القوات الخاصة وتسليمها للقائد السابق العقيد محمد العوبان.
والثلاثاء الفائت أكد مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن قوات الحزام الأمني والتدخل السريع التابعة للمجلس، في محافظة أبين سيطرت على معسكر القوات الخاصة ومعسكر الشرطة العسكرية التابعين للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بعد اشتباكات عنيفة مع منتسبي المعسكرين.
وقال المصدر لوكالة "ديبريفر" للأنباء حينها، إن قوات الانتقالي هاجمت معسكر القوات الخاصة الموالي للشرعية اليمنية مساء الاثنين في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين شرق عدن، بعد رفض قيادة المعسكر تسليمه لقوات الانتقالي، وتحفظ المصدر على ذكر عدد القتلى والجرحى جراء ذلك.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات توقفت قبل ظهر الثلاثاء بعد تدخل وساطة قبلية، وتم الاتفاق على تسليم المعسكر لقوات الانتقالي مقابل تأمين مغادرة قائده وأفراده الذين توجهوا مع بعض عتادهم العسكري إلى مديرية لودر في المحافظة ذاتها.
كما أكد المصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي أن قوات الحزام الأمني سيطرت، الثلاثاء، على معسكر الشرطة العسكرية في منطقة الكود بمديرية خنفر بعد معارك عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، دون أن يحدد عددهم.
يأتي ذلك بعد عشرة أيام من إحكام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، سيطرتها في 10 أغسطس الجاري على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة للبلاد، عقب اشتباكات استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية "الشرعية" "انقلاباً آخر" عليها من قبل المجلس الانفصالي المدعوم إماراتياً بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر عام 2014.
واتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية"، دولة الامارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، بالانقلاب على "الشرعية" في عدن، وحملتهما "تبعات ذلك الانقلاب".
فيما طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، في العاشر من أغسطس الجاري، المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه. ودعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته، لكنه رحب بالدعوة إلى الحوار.
ويأتي إعلان، انسحاب قوات الانتقالي الجنوبي من المعسكرات ، في أبين عقب ساعات، من إحكام قوات حكومية موالية لحزب الإصلاح، يوم السبت، سيطرتها على المعسكرات التابعة لـ"النخبة الشبوانية" ومداخل مدينة عتق مركز محافظة شبوة، بعد معارك عنيفة متقطعة استمرت يومين .
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية" في حربها المستمرة للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق في شمالي اليمن ذات الكثافة السكانية والحضرية.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.