ذكرت قناة "العربية" اليوم الأحد أن تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح المدعوم إماراتياً وصلت مساء السبت إلى منطقة النقبة في مديرية الصعيد جنوب مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، قادمة من عدن ولحج.
ونقلت القناة عن مصادر لم تسمها القول إن هذه التعزيزات تتكون من 3 ألوية مدججة بالأسلحة الثقيلة بقيادة العميد صالح السيد، مدير أمن محافظة لحج، وذلك لتعزيز قوات "النخبة الشبوانية" التابعة للانتقالي وإعادة ترتيب صفوفها استعداداً لمهاجمة المدينة.
فيما قال شهود عيان إن تعزيزات عسكرية قادمة من عدن كانت وصلت إلى بلدة شقرة الساحلية شرق محافظة أبين في طريقها إلى شبوة، وفقاً للقناة السعودية.
وأضاف الشهود أن 32 مدرعة وعربة عسكرية مزودة بأسلحة الدوشكا شوهدت في طريقها بمنطقة المحفد شمال أبين متجهة نحو مدينة عتق.
وجاءت هذه التطورات بعد إعلان قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إحكام سيطرتها الكاملة على مدينة عتق وكافة الطرق المؤدية إليها، وتأمين خطوط الإمداد من مأرب ووادي حضرموت، والسيطرة على ثلاثة معسكرات كانت تتمركز فيها قوات النخبة الشبوانية في محيط مدينة عتق هي ثماد والشهداء ومُرة.
كما انسحبت قوات المجلس الانتقالي من معسكر "العلم"، ثاني أكبر معسكراتها في شبوة، إثر سقوط المواقع والنقاط المؤدية إليه، وبدأت قوات الحكومة "الشرعية" زحفها صوب مفرق مديرية الصعيد جنوب عتق على الطريق الرابط بين محافظة أبين ومديرية حبان في شبوة، وفق تأكيدات مصادر عسكرية.
وبحسب مراقبين، تنذر الحشود المتبادلة إلى شبوة من قوات الحكومة "الشرعية" وقوات المجلس الانتقالي بتجدد المعارك على نطاق واسع بين الطرفين، في إحدى أهم المحافظات النفطية في اليمن.
وفي وقت سابق اليوم الأحد قالت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الأحد، إنها ستتصدى بكل حزم، للتمرد المدعوم من الإمارات في ظل إصرار الأخيرة، على تجديد الهجوم وحشد العناصر من أكثر من محافظة لتكرار المحاولة في أكثر من مدينة، بدعم عسكري ولوجيستي ومالي من قبل الإمارات .
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية، ما أنتج أزمة إنسانية صعبة، تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
والانتقالي الجنوبي الذي يريد فصل جنوب اليمن عن شماله، ويُنصِّبُ نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي البلاد، ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.
وأحكمت قوات الانتقالي الجنوبي في 10 أغسطس الجاري، سيطرتها على كامل مدينة عدن إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.