عقد رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً معين عبد الملك، مساء الأحد، اجتماعاً مصغراً ضم عدداً من أعضاء حكومته وقائد القوات السعودية في مدينة عتق مركز محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة "الشرعية" أن رئيس الحكومة "وصل إلى شبوة برفقة عدد من الوزراء للاطلاع على سير الأوضاع في المحافظة عقب إفشال تمرد ميليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي التي شنت هجوماً على مدينة عتق قبل أن يتم دحرها وتطهيرها."
يأتي ذلك فيما يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً حشد قواته من مختلف المحافظات التي يسيطر عليها جنوبي اليمن لخوض معركة جديدة ضد قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" لانتزاع المدينة من قبضتها.
ومُنيت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الجمعة، بانتكاسة إثر فشلها في اقتحام مدينة عتق، مركز شبوة، حيث صدتها قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" وسيطرت على مواقع كانت تتمركز فيها على مداخل المدينة، كما تمكنت يوم السبت، من السيطرة على معسكرات تابعة لقوات الانتقالي المدعومة من الإمارات.
واندلعت المعارك بين الطرفين في مدينة عتق، في إطار محاولات القوات الانفصالية المدعومة من الإمارات للسيطرة على المحافظات في جنوبي، لاسيما بعد أن تمكنت في العاشر من أغسطس الجاري من طرد قوات الحكومة اليمنية من مدينة عدن، وبسط القوات الانفصالية سيطرتها على كامل المدينة التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، تلاها بسط الانفصاليين سيطرتهم على محافظة أبين المجاورة.
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية، ما أنتج أزمة إنسانية صعبة، تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.