فيما وحدات انفصالية أخرى مدعومة من الإمارات سلمت معسكراتها للقوات الحكومية

اليمن.. لواءان عسكريان ينشقان عن الانفصاليين وينظمان لـ"الشرعية" ورئيس حكومتها يوجه بضمهما للجيش

عتق (ديبريفر)
2019-08-26 | منذ 3 سنة

جانب من قوات النخبة الشبوانية - أرشيف

انشقت وحدات عسكرية عن الانفصاليين في اليمن المدعومين من الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين، وأعلنت انضمامها إلى قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، وذلك عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة شبوة جنوبي البلاد واندلعت الخميس الماضي.

ونقل مراسل وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء عن مصادر عسكرية في محافظة شبوة، تأكيدها بأن اللواء الأول "نخبة شبوانية" واللواء الثاني "نخبة شبوانية" وكلاهما ينتميان لقوات أنشأتها الإمارات وتتبع "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً أعلنا انضمامهما إلى قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المدعومة من المملكة العربية السعودية.

ولفت المراسل إلى أن وحدات عسكرية أخرى انسحبت من مواقعها وبعضها سلمت سلاحها، لكنها لم تعلن انضمامها لقوات الحكومة الشرعية، وأبرز تلك الألوية، اللواء السابع "نخبة شبوانية" بالإضافة إلى وحدات عسكرية صغيرة تتبع ألوية أخرى في قوات "النخبة الشبوانية" وجمعيها يتبع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي التي أنشأتها الإمارات العربية المتحدة ودربتها وزودتها بأسلحة وآليات عسكرية متطورة.

وكشف المصدر عن أن أهم أسباب هذه المتغيرات على الساحة العسكرية الميدانية في محافظة شبوة، هو التدخل السعودي الذي ضغط على تلك الألوية وقادتها لإيقاف المعارك التي اندلعت في مدينة عتق عاصمة المحافظة إثر محاولات قوات المجلس الانفصالي السيطرة على المدينة وبقية أجزاء المحافظة.

إلى ذلك وجه رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، الدكتور معين عبدالملك، الذي وصل الليلة الماضية إلى مدينة عتق على متن طائرة عسكرية سعودية، بإدراج كافة الوحدات التي أعلنت انضمامها للشرعية ضمن قوام الجيش التابع لحكومته.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة اليمنية الشرعية، أن توجيهات رئيس الحكومة جاءت بناءً على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، وأن الدكتور عبدالملك وجه أيضاً بسرعة وضع خطة أمنية متكاملة وعاجلة بالتنسيق مع السلطة المحلية في محافظة شبوة لتحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة.

وأكد رئيس حكومة الشرعية، وقوف ودعم حكومته الكامل للجنة الأمنية بمحافظة شبوة في بسط سيطرة الدولة وفرض الأمن والاستقرار.

واندلعت يوم الخميس الماضي معارك ضارية حينما حاولت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً انتزاع السيطرة على مدينة عتق مركز محافظة شبوة من أيدي قوات حكومية توالي حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) المهيمن على قرار الرئاسة والحكومة اليمنية.

وجاءت المعارك في إطار محاولات القوات الانفصالية المدعومة من الإمارات للسيطرة على المحافظات في جنوبي اليمن، لاسيما بعد أن تمكنت في العاشر من أغسطس الجاري من طرد قوات الحكومة اليمنية من مدينة عدن التي تتخذها الحكومة "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد.

وبعد أن بسطت القوات الانفصالية سيطرتها على كامل مدينة عدن، سعت للتوسع في المحافظات الجنوبية وتمكنت أيضاً من بسط سيطرتها على أغلب محافظة أبين المجاورة وهي مسقط رأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

والانفصاليون والحكومة اليمنية الشرعية، جزء من التحالف بقيادة السعودية الذي تدخل في اليمن في 2015 لمحاربة جماعة الحوثي التي أطاحت بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.

لكن الانفصاليين في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذين يسعون إلى الحكم الذاتي للجنوب، هاجموا الحكومة بعدما اتهموا حزب الإصلاح الذي يهيمن على قرار الحكومة والرئاسة اليمنية، بالتواطؤ في هجوم للحوثيين على قواتهم.

وتُعد شبوة ثالث أكبر محافظة في اليمن من حيث المساحة، وتجاورها من الشرق محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، وهي من المحافظات النفطية والغازية ويوجد فيها أكبر مشروع صناعي في البلاد، يتمثل في مشروع انتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، والذي تقوده شركة توتال من بين سبع شركات عملاقة في إدارة محطة لإنتاج وتصدير الغاز بتكلفة 4.5 مليار دولار على بحر العرب.

وكانت قوات "النخبة الشبوانية" تسيطر على معظم مدن ومناطق محافظة شبوة منذ أواخر عام 2017، إلا أن الأحداث الأخيرة حوّلت الأمور إلى لغير صالح تلك القوات التي دربتها وسلحتها الإمارات.

يذكر أن اليمن يعيش منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية، ما أنتج أوضاعاً أزمة إنسانية صعبة تصفها الأمم المتحدة بـ"الأسوأ في العالم".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet