أكبر قوة مسلحة بجنوبي اليمن: سهام الإخوان المسلمين متوقفة باتجاه الحوثي وموجهة ضد الجنوبيين

عدن (ديبريفر)
2019-08-26 | منذ 3 سنة

قوات العمالقة

تتوالى الانتقادات اللاذعة الموجهة ضد حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) الذي يهيمن على قرار الرئاسة والحكومة في اليمن، لمواقفه الغامضة والمتناقضة تجاه ما يحدث في البلاد، وآخرها كشفه عن قوته العسكرية الضخمة التي تم تجهيزها لمواجهة الحوثيين لكنها موجهة ضد شركائها في قتال الحوثيين.

وآخر تلك الانتقادات جاءت هذه المرة من أكبر قوة عسكرية مؤلفة من أبناء المحافظات الجنوبية في اليمن، وهي قوات "ألوية العمالقة" الجنوبية التي تقاتل الحوثيين في الساحل الغربي للبلاد.

وأصدت ألوية العمالقة بيان رسمي، اليوم الاثنين، انتقدت فيه موقف حزب الإصلاح تجاه ما جرى مؤخراً في محافظة شبوة من اقتتال بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، وقوات للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية) موالية لحزب الإصلاح.

واتهمت ألوية العمالقة حزب الإصلاح بإيقاف رصاص قواته في قتال الحوثيين، وتوجهها صوب جنوبي البلاد الذي يسيطر على أجزاء كبيرة منه قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماله.

وعبرت "العمالقة" في بيانها عن أسفها إزاء "موقف حزب الاصلاح (الإخوان المسلمين) ومن على شاكلتهم عندما لم يحركوا ساكناً طوال السنين بالجبهات ضد مليشيات الحوثي ورأينا مواقفهم المخزية والمضحكة، فسهامهم محفوظة باتجاه الحوثي، ولكنها موجهة وبقوة في نحور إخواننا الجنوبيين".

وقالت: "في الوقت الذي كنّا فيه نقاتل الحوثي لتحرير أراضي الشمال في جبهة ساحل البحر الأحمر، كانت المفاجأة بتحريك قواتهم (الإخوان المسلمين) إلى الجنوب بدلاً من الشمال".

ووجهت ألوية العمالقة نصيحة إلى حزب الإصلاح بأن يوجه قواته "لقاتل الحوثي في الشمال وليس لقاتل الجنوبيين".

وأضاف البيان: "إننا في ألوية العمالقة يحزننا ما يحصل لإخواننا في شبوة من اقتتال وإراقة دماء إخواننا الجنوبيين وهو ما يحزن قلب كل جنوبي فضلاً على كل مسلم. فلا زلنا نعلو بأصواتنا بتوقيف إراقة الدماء وكف الشر وتهدئة الأمور وتحكيم العقل والجلوس على طاولة الحوار".

ودعا بيان العمالقة "أبناء شبوة إلى عدم الانجرار وراء دعوات جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) التي تحرضهم على الاقتتال مع إخوانهم الجنوبيين".. مطالباً بالجلوس إلى طاولة الحوار والتوقف عن إراقة الدما".

وأعلنت ألوية العمالقة، تأييدها لمطالب المجلس الانتقالي الجنوبي، مطالبةً "الشرعية" اليمنية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، بالاستماع لمطالب الانتقالي. وخاطبت "الشرعية" قائلةً" "مطالبهم (الانتقالي) مطالب الشعب الجنوبي وواجب عليكم السماع لها ونحن معهم بمطالبهم كوننا من أبناء الجنوب".

وتعد قوات ألوية العمالقة، أكبر القوات التي ينتمي قادتها وأفرادها إلى المحافظات الجنوبية في اليمن وأنشأتها وتدعمها الإمارات العربية المتحدة التي تدعم أيضاً المجلس الانتقالي الجنوبي وأنشأت تشكيلات عسكرية وأمنية أخرى في أغلب المحافظات الجنوبية.

وتتألف قوات العمالقة الجنوبية من عشرة ألوية، ويصل قوام قواتها إلى ثلاثين ألف مقاتل، ويتركز قتالها في الساحل الغربي لليمن تحت مظلة التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية اليمنية في قتالها المستمر منذ زهاء أربع سنوات ونصف ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي لا تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق في شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.

وجاء بيان ألوية العمالقة عقب ساعات من دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي لها باتخاذ "موقف واضح مما يحدث من عدوان يتمثل في تدفق القوات الشمالية تحت غطاء الحكومة اليمنية إلى الجنوب لإسقاطه من جديد، حيث لم يعد مقبولاً محاولة تحرير مناطق شمالية في ظل استمرارهم في توجيه حربهم على الجنوب" وفقاً لبيان أصدره الانتقالي اليوم الاثنين عقب هزيمة قواته في شبوة.

وتمكنت قوات تابعة للحكومة اليمنية توالي حزب الإصلاح من فرض سيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة شبوة كانت قوات الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعومة من الإمارات تسيطر عليها، وذلك عقب معارك ضارية اندلعت الخميس الماضي إثر محاولة القوات الانفصالية السيطرة على مدينة عتق عاصمة المحافظة بقوة السلاح، لكن سير مجرى المعارك انقلب ضدها واضطرت لتسليم عدد كبير من معسكراتها للقوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين) والذي يهيمن على قرار الرئاسة والحكومة.

وتصاعدت الأحداث بين الشركاء في قتال الحوثيين في اليمن، عقب إحكام احكام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، سيطرتها في 10 أغسطس الجاري، على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet