أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم الثلاثاء، مجدداً دعمه للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في جهودها لاستعادة الاستقرار في الجنوب، والحاجة إلى احترام مؤسسات الدولة اليمنية.
وقال غريفيث في تغريدة على "تويتر"، عقب لقائه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الرياض، "لقد أكدتُ مُجدداً خلال اجتماعي اليوم بالرئيس عبدربه منصور هادي، دعمي للحكومة اليمنية في جهودها لاستعادة الاستقرار في الجنوب والحاجة الى إحترام مؤسسات الدولة اليمنية".
وأضاف "كما شكرته على قيادته البنّاءة حول الحديدة".
من جانبه أكد الرئيس اليمني "العمل على تجاوز تداعيات الأحداث الأخيرة في عدن وأبين وشبوة وغيرها وإيجاد الحلول والمعالجات الناجعة لها وفقاً للثوابت الوطنية بالتعاون مع الاشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية"، حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة "الشرعية".
وحاولت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات السيطرة على المحافظات في جنوبي اليمن، سيما بعد أن تمكنت في العاشر من أغسطس الجاري من طرد قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" من مدينة عدن التي تتخذها تلك الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وبسطت سيطرتها على أغلب محافظة أبين المجاورة وهي مسقط رأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأفادت "سبأ" أن اللقاء تناول "عدداً من القضايا المتصلة بالشأن اليمني وآفاق السلام وجهود المبعوث الأممي في هذا الإطار لتحريك الجمود الناتج عن تعنت المليشيات الانقلابية الحوثية في الالتزام بمحددات السلام وخطواته الواضحة والصريحة".
وقال الرئيس اليمني، " لن تثنينا أو تلهينا الأحداث والمشاكل الجانبية على العمل الجاد لإيجاد المخارج والحلول النهائية لواقع اليمن والانتصار لإرادة شعبنا اليمني"..
وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله) أرسلا لمبعوث الأمين العام الخاص لليمن مارتن غريفيث وجهات نظرهما على مقترحه بشأن تطبيق اتفاق الحديدة الذي ينص على الوقف الفوري لإطلاق النار وإعادة الانتشار المشترك من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن غريفيث تلقى رداً رسمياً من أحد الطرفين، فيما ينتظر الرد الرسمي من الجانب الآخر.
وأضاف المتحدث "قال السيد غريفيث إنه يتطلع إلى تلقي الرد الرسمي خلال الأيام القليلة المقبلة. تم تقديم المقترح إلى الجانبين في مطلع أغسطس للنظر فيه، بهدف توليد الزخم المطلوب لتطبيق الخطوات المهمة والأساسية في الاتفاق والسماح للطرفين بالدخول في عملية سياسية أوسع والتوصل إلى تسوية سياسية متفاوض عليها للصراع".
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وأدت الحرب الدامية في اليمن إلى ما تصفه الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مؤكدة أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
واتفقت حكومة "الشرعية" وجماعة الحوثيين خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.