تضاربت الأنباء مساء الأربعاء بشأن السيطرة على محافظة عدن جنوبي اليمن، ففي حين أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً سيطرتها الكاملة على المحافظة نفى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات الأمر، متهماً الحكومة بخرق التهدئة التي دعت إليها السعودية.
وزعم الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي، نزار هيثم، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن ما جرى من اشتباكات في محيط مطار عدن صباح الأربعاء، مواجهات مع "مجموعات مسلحة تتبع حزب الإصلاح الإخواني حاولت استهداف المطار، وعرقلة سير الملاحة الجوية" .
وقال إن قوات الحكومة "الشرعية" لم تدخل إلى أي من أحياء مدينة عدن.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أنها استعادت السيطرة على كامل محافظة عدن التي كانت تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد قبل سيطرة قوات الانتقالي عليها في 10 أغسطس الجاري.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية "الشرعية" معمر الإرياني في تغريدة على تويتر إن قوات حكومته تمكنت من "تأمين قصر المعاشيق في العاصمة الموقتة عدن والمناطق المحيطة بشكل كامل".
وأضاف أن "الجيش الوطني والأجهزة الامنية يفرضون سيطرة كاملة على مديريات محافظة عدن".
من جانبه قال رئيس الحكومة "الشرعية" معين عبد الملك في تغريدة على تويتر إن "عودة الدولة إلى عدن انتصار لجميع أبناء الشعب. يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة، وجهنا بحزم بحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أمن الناس ومنع أي شكل من أشكال الفوضى".
واتهم المتحدث باسم الانتقالي الجنوبي قوات الحكومة "الشرعية" بخرق الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية والتزمت به القوات التابعة للانتقالي.
وأضاف أن قيادة المجلس الانتقالي أمرت قواتها بالرد بالمثل وملاحقة العناصر المسلحة التي فرت من المواجهة وتمركزت في حيي العريش والسعادة القريبين من المطار. حد قوله.
بدوره قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد سعيد بن بريك إن "قيادة المجلس ستطلق كافة القوات الجنوبية دفاعاً عن العاصمة عدن، وبقية الأحياء فيها وتطهيرها من الخلايا النائمة".
وذكر ابن بريك في كلمة متلفزة على القناة الرسمية التابعة للانتقالي أن قيادة المجلس بكل قوامها متواجدة في عدن، واعطت توجيهاتها لكل القوات الجنوبية لملاحقة العناصر الإرهابية، حد قوله.
وقال إن "المعادلة ستتغير موازينها تماماً انطلاقاً من شبوة إلى أبين حتى العاصمة عدن، خلال الساعات القادمة"، مشيراً إلى أن لديهم "قوة جنوبية كافية تمكنا من السيطرة على الأراضي الجنوبية، وسنستخدمها" على قوله.
وصباح الأربعاء، تمكنت قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" من السيطرة على كامل محافظة أبين، جنوبي البلاد، المحاذية لمدينة عدن، بعد دحر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والمطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وعقب سيطرتها على أبين، توجهت القوات الحكومية إلى مدينة عدن التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد.
وقال مراسل وكالة ديبريفر للأنباء إن مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية شنت مساء الأربعاء غارتين على مواقع شمال شرق العريش في مدينة عدن.
وأضاف أن هدوءاً حذراً يسود مديريات محافظة عدن وسط حالة من الترقب لتطورات الأوضاع الميدانية، مشيراً إلى أن غالبية المحلات التجارية والمطاعم مغلقة وحركة السير للمركبات والناس خفيفة وبطيئة.
وفي السياق دعت وزارة الداخلية في الحكومة "الشرعية" أجهزتها الأمنية للحفاظ على أمن وسلامة السكان وتأمين الممتلكات العامة والخاصة في محافظات عدن ولحج وأبين.
كما دعت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة "الشرعية"، المواطنين وخاصة في محافظات ابين وعدن ولحج الى الالتزام بالنظام والقانون والحفاظ على السكينة العامة والابلاغ عن أي تهديدات أو مخالفات أمنية والعمل جنبا الى جنب مع اخوانهم في الجيش والامن في تطبيع الاوضاع والحفاظ على السلامة العامة .