استعادت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً السيطرة على أحياء عدن يوم الخميس بعد اشتباكات مع قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وبإسناد من الطيران الإماراتي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى وفقاً لمصادر محلية وحكومية.
وتركزت الاشتباكات في أحياء المعلا وخور مكسر ودار سعد والبريقة لتتمكن بعدها قوات الانتقالي من السيطرة على معسكر بدر في خور مكسر.
وقال مصدر حكومي مفضلا عدم ذكر اسمه، إن سقوط أحياء عدن جاء بعد إسناد الطيران الحربي الإماراتي لقوات المجلس الانتقالي، وقصفه مواقع وتعزيزات قوات الحكومة "الشرعية" شرقي المدينة.
وأضاف المصدر أن طيران الإمارات نفذ غارات مكثفة ومركزة على مواقع قوات "الشرعية" في عدة مناطق من عدن، أغلبها على منطقة العلم ودوفس، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقالت وزارة الدفاع في الحكومة "الشرعية" إن الطيران الإماراتي شن منذ مساء الأربعاء عشر غارات جوية على عدن وزنجبار خلفت أكثر من 300 قتيل وجريح.
من جانبها قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها استقبلت 51 جريحاً خلال القتال الكثيف يوم الأربعاء وإن 10 أشخاص توفوا بالفعل لدى وصولهم للمستشفى التابع لها، مضيفة أنه يتواجد حالياً في المستشفى 80 مريضاً.
وقال وزير النقل في تلك الحكومة صالح الجبواني، إن "مقاتلات الإمارات قصفت مقدمة الجيش عند منطقة جولة المجاري على مدخل عدن، تزامنا مع استهداف مؤخرته في وادي دوفس بأبين، وحجزت الدبابات والعربات والمصفحات والأطقم بين المقدمة والمؤخرة، ودمرت عشرات العربات".
فيما اعتبر وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها دولياً معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على تويتر، أن "هذا الهجوم يتناقض وأهداف تحالف دعم الشرعية في اليمن ويمثل اعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة بموجب قانون الامم المتحدة وانتهاكا للمواثيق والأعراف الدولية".
وقال الإرياني إن "هذا الهجوم غير المبرر في الزمان والمكان جاء بعد عدد من الضربات الجوية على الجيش الوطني خلال فترات ماضية كانت الإمارات تدعي أنها وقعت عن طريق الخطأ".
وأضاف "أن الهجوم الغادر يُظهر عدم تقبل الإمارات لجهود الحكومة في استعادة مؤسساتها، وفشل المشروع التخريبي الذي قاده المجلس الانتقالي، وسعيها الدؤوب لتقسيم اليمن عبر مليشيا متمردة مناطقية لا تمثل أبناء المحافظات الجنوبية".
وأفادت مصادر عسكرية أن المجلس الانتقالي استقدم ما يقارب 5 آلاف مقاتل من محافظتي لحج والضالع لتعزيز سيطرته على عدن.
وتعهد المجلس الانتقالي بالثأر من قوات الحكومة لهجومها على مواقعهم في عدن وقال في بيان إن أحد ألوية العمالقة المتمركزة في أطراف مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله) عادت إلى عدن للمشاركة في المعركة أمام قوات الحكومة "الشرعية".
وقال نائب رئيس المجلس هاني بن بريك في تسجيل مصور نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه مع عشرات من المقاتلين خارج مبنى مطار عدن "بنموت ونعيش على تراب هذه الأرض وندافع عنها حتى الموت واللي يظن إن القيادة الجنوبية اندحرت ولا هربت.. نحن هنا".
ولم تصدر أي تعليقات من الإمارات أو السعودية بشأن التطورات حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
وكانت وزارة الخارجية في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي حملت دولة الإمارات كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف الذي وصفته بالسافر والخارج عن القانون والأعراف الدولية.
وطالب نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة الاستهداف الإماراتي، والاضطلاع بمسؤولة حفظ الأمن والسلام ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية.
وأكد الحضرمي أن حكومته تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإيقاف الاستهداف والتصعيد الخطير من قبل الإمارات.
وكانت حكومة هادي أعلنت يوم الأربعاء سيطرتها على مطار عدن وإحكام قبضتها على معظم مناطق المدينة الساحلية الجنوبية.