طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً يوم الخميس، الرئيس عبدربه منصور هادي، بتوجيه رسالة للسعودية، تطالبها بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع أبو ظبي.
وقالت الحكومة اليمنية "الشرعية" في رسالة رفعتها إلى الرئيس هادي،إنه "بات من الضروري القيام بخطوات حاسمة لإعادة ترتيب الملف اليمني والوقوف أمام ذلك بكل حزم خاصة بعد أن بانت نوايا دولة الإمارات في اليمن ووضع حد لما تقوم به".
وجاءت رسالة الحكومة بعد ساعات من الغارات التي نفذتها المقاتلات الإماراتية، واستهدفت مواقع وتعزيزات القوات الحكومية في محافظتي عدن وأبين جنوبي البلاد، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين.
وأرجعت الحكومة توجيه طلبها للسعودية بإنهاء دور الإمارات في التحالف، باعتبار أن المملكة هي من دعتها للدخول في هذا التحالف بناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكدت الرسالة على "ضرورة إشعار مجلس الأمن بذلك، ومطالبته بالوقوف أمام تداعيات ما تقوم به الإمارات في اليمن".
ولفت أعضاء الحكومة اليمنية "الشرعية" إلى أن المسئولية القانونية تقتضي وضع الأسس الضامنة لإعادة ترتيب العلاقة بين اليمن ودول التحالف، من خلال خلق علاقة استراتيجية، ووضع أسس للمشاركة في كل ما له صلة بالملف اليمني.
وأشاروا إلى أن القوات التابعة للإمارات "تعمل على فرض سياسة الأمر الواقع في المحافظة المحررة (عدن)، وتمارس العنف ضد كل من يخالف أهواء القادة الإماراتيين فيها، الأمر الذي خلق حالة العداء لكل ما له صلة بدولة الإمارات".
كما طلب أعضاء حكومة اليمن "الشرعية" من الرئيس هادي تعليق العلاقة مع الإمارات وسحب السفير اليمني من أبو ظبي، ورفع الغطاء القانوني عن "كل من تم تعيينه بقرارات جمهورية ممن قاموا بالتمرد على الشرعية"، وتصنيف "قادة التمرد" في عدن كـ "معرقلين" وإحالة ملفات انتهاكات حقوق الإنسان إلى القضاء.
وشددت الرسالة على "دعم وتمكين وحدات الجيش للقيام بواجباتها في مختلف الجبهات لإنهاء الانقلاب الحوثي، وتوفير الدعم اللوجيستي والمادي لذلك"،ودعت إلى العمل مع السعودية لدمج الوحدات العسكرية النظامية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية، وتسليم وزارة الدفاع كل المعسكرات التي استولت عليها قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
وأكد وزراء الحكومة "الشرعية" كذلك، على احتفاظ الجمهورية اليمنية بحقها في مقاضاة دولة الإمارات، ووقوفهم مع كل الخطوات الواجب اتخاذها.
وكانت وزارة الدفاع في حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أعلنت يوم الخميس عن سقوط 300 قتيل وجريح من العسكريين والمدنيين، جراء غارات جوية إماراتية استهدفت القوات الحكومية في مدينتي عدن وأبين جنوبي البلاد.
وتعقيباً على ذلك، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إنها استهدفت مليشيات إرهابية شكلت تهديداً لقوات التحالف بضربات جوية محددة، يومي الأربعاء والخميس، مؤكدة أن الإمارات تحتفظ بحق الدفاع عن النفس.
ويوم الأحد الفائت أكدت الإمارات أن السعودية هي من تقرر استمرار دور أبو ظبي ضمن التحالف العربي في اليمن من عدمه، باعتبار مشاركتها في عاصفة الحزم وضمن التحالف العربي جاءت استجابة لدعوة العاهل السعودي، واستمرارها هناك مرتبط بهذه الدعوة وذلك على خلفية تزايد الدعوات الرسمية والشعبية في اليمن، والتي تطالب بإنهاء دور الإمارات وخروج قواتها من كافة الأراضي اليمنية بسبب دعمها لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.