طالبت الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإماراتية ودعم الانفصاليين المسلحين في جنوبي البلاد والذي يسيطرون منذ 10 أغسطس الجاري على مدينة عدن العاصمة المؤقتة للحكومة وأجزاء واسعة من 3 محافظات مجاورة.
واعتبر مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، أن قصف مقاتلات إماراتية قوات الحكومة اليمنية الشرعية، عدوان على سيادة اليمن ووحدة أراضيه وتصعيداً خطيراً وسافراً.
وقال مندوب اليمن إن ممارسات الإمارات العربية المتحدة خرجت عن الهدف الذي أنشئ من أجله تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، مطالباً مجلس الأمن الدولي بالوقوف أمام الممارسات الإماراتية الداعمة لـ"ميليشيات انقلابية" جنوبي بلاده.
تأتي تصريحات المندوب اليمني في الأمم المتحدة، عقب يومين من قصف طائرات إماراتية لقوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة بهدف إيقاف تقدمها المتسارع واستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات انفصالية مدعومة من الإمارات.
وحمّل مندوب اليمن، الإمارات العربية المتحدة، المسؤولية الكاملة عن القصف الجوي ونتائج ما أسماه "تمرد مليشيات الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتياً، مجدداً الدعوة للمملكة العربية السعودية التي تقود منذ أواخر مارس 2015 تحالفاً داعماً للحكومة اليمنية "الشرعية" في قتالها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي اليمن ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وعبر السعدي عن استغرابه من "التصعيد الإماراتي الذي يستهدف سيادة ووحدة اليمن وقواته المسلحة التي جاء التحالف لمساندتها في معركة العرب ضد مشروع إيران وميليشياتها، لا ضربها وتدميرها".
واعترفت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف"، حد قولها.
وزعمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان مساء أمس الخميس، أن طيرانها وجه ضربات جوية "محددة" الأربعاء والخميس استهدفت "ميليشيات إرهابية" بعد معلومات مؤكدة بأن "المليشيات تستهدف عناصر التحالف، الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري" حد قولها.
وأمس الخميس، قالت وزارة الخارجية اليمنية، إنها تقدمت بطلب رسمي، لمجلس الأمن الدولي، لعقد جلسة طارئة بشأن الغارات الإماراتية التي استهدفت قوات الحكومة الشرعية يومي الخميس والأربعاء، وأسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 300 من منتسبي الجيش والمدنيين.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، دعا أمس الخميس، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال أنه "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".
وأنقذت ضربات جوية للمقاتلات الإماراتية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من الخسارة حينما استهدفت يومي الأربعاء والخميس، قوات الحكومة اليمنية التي كانت قد بدأت التوغل في مدينة عدن يوم الأربعاء، وأجبرتها الضربات على التراجع إلى أطراف محافظة أبين شرق عدن بعدما كانت قد سيطرت عليها قبل نحو 24 ساعة.
وفي 10 أغسطس الجاري، أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، سيطرتها على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته اتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية" الإمارات بالوقوف وراء ما اعتبرته "انقلاباً آخر" عليها في عدن نفذه الانتقالي الجنوبي، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر العام 2014، لتصبح هذه الحكومة بلا مقر حالياً.
وطالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الذي يطالب بانفصال جنوبي اليمن عن شماله نفسه، سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية، ورحب بالدعوة إلى الحوار، فيما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار معه إلا بعد تنفيذ طلب التحالف بسحب قواته.
كما نفذ المجلس الانتقالي عبر قواته المدعومة من الإمارات، محاولة فاشلة مؤخراً للسيطرة على محافظة شبوة جنوبي اليمن، بعدما تصدت لها قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية" في حربها المستمرة للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق في شمالي اليمن ذات الكثافة السكانية والحضرية.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.