روسيا: تقسيم اليمن وتسخين المواجهات المسلحة يخدمان الجماعات الإرهابية المسيطرة على ثلث البلاد

موسكو (ديبريفر)
2019-08-31 | منذ 3 سنة

آليات عسكرية لقوات الحكومة اليمنية بالقرب من عدن عقب استهدافها من مقاتلات إماراتية

علّقت روسيا على التطورات الأخيرة في اليمن لاسيما القتال في جنوبي البلاد بين قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، والانفصاليين الجنوبيين المسلحين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة.

واعتبرت الخارجية الروسية، مساء يوم الجمعة، أن "تقسيم اليمن، وتسخين المواجهة المسلحة، يلعبان فقط لصالح الجماعات الإرهابية، التي تعزز مواقعها وتسيطر حالياً على ثلث أراضي الجمهورية اليمنية".

وأعربت روسيا عن قلقها إزاء الغارات الجوية لسلاح الجو الإماراتي على مواقع قوات الحكومة اليمنية في محافظتي عدن وأبين، داعية جميع أطراف النزاع في جنوبي اليمن إلى ضبط النفس، مشيراً إلى أن هذه الغارات أوقعت ما بين 150 و300 بين قتيل وجريح من العسكريين والمدنيين.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، أليكسي زايتسيف: قوله إن "هذا التطور في الأحداث يثير قلقنا العميق. تصاعد المواجهة المسلحة في جنوب اليمن وانتقالها إلى مرحلة خطيرة جديدة، محفوفان بأكثر العواقب السلبية ليس فقط على هذا البلد، بل وعلى الأمن الإقليمي ككل".

ودعا زايتسيف، جميع أطراف النزاع في جنوبي اليمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل الحيلولة دون زيادة التوتر وتجنب وقوع ضحايا جدد أو تدمير البنية التحتية المدنية، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري للأعمال القتالية.

وجدد المسؤول الروسي تأكيد بلاده بأنه لا يمكن تحقيق استقرار ثابت للأوضاع في اليمن إلا من خلال عملية تفاوض بمشاركة جميع الأطراف المعنية، بهدف التوصل إلى تفاهمات توفيقية تعكس اهتماماتهم ومخاوفهم المشروعة.

كما أكد دعم موسكو للأمم المتحدة في بذل المزيد من الجهود ولعب دوراً مركزياً لإقامة حوار بين الأطراف المعنية بغية حل الأزمة العسكرية السياسية في اليمن.

جاءت تعليقات روسيا على التطورات الأخيرة في اليمن عقب يومين من قصف طائرات إماراتية قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة هدفت لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات انفصالية مدعومة من الإمارات.

وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف"، حد قولها.

وزعمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان مساء الخميس، أن طيرانها وجه "ضربات جوية محددة يومي الأربعاء والخميس استهدفت ميليشيات إرهابية بعد معلومات مؤكدة بأن المليشيات تستهدف عناصر التحالف، الأمر الذي تطلب رداً مباشراً لتجنيب القوات أي تهديد عسكري" حد قولها.

وجاء بيان الخارجية الإماراتية عقب ساعات من إعلان وزارة الخارجية اليمنية، أنها تقدمت بطلب رسمي لمجلس الأمن الدولي، لعقد جلسة طارئة بشأن الغارات الإماراتية التي استهدفت قوات الحكومة الشرعية يومي الخميس والأربعاء، وأسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 300 من منتسبي الجيش والمدنيين.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، دعا يوم الخميس، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال أنه "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".

وأنقذت ضربات جوية للمقاتلات الإماراتية قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم من إماراتياً من الخسارة حينما استهدفت أواخر الأسبوع الماضي، قوات الحكومة اليمنية التي كانت قد بدأت التوغل في مدينة عدن يوم الأربعاء، وأجبرتها الضربات على التراجع إلى أطراف محافظة أبين شرق عدن بعدما كانت قد سيطرت على المحافظة قبل نحو 24 ساعة.

وفي 10 أغسطس الجاري، أحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماله، سيطرتها بدعم إماراتي على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات حكومية، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة، وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية "انقلاباً آخر" واتهمت الإمارات بدعمه.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet