حذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة من مخاطر تهدد حياة مايزيد عن مليون امرأة في اليمن بسبب نقص التمويل لعمليات الاستجابة الإنسانية.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم، "تحتاج أكثر من مليون امرأة يمنية إلى الأموال الآن، أو ستفقد إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، مما يعرض حياتها وحياة أطفالها للخطر".
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وناشدت كانيم في بيان الجهات المانحة "تقديم الأموال في أسرع وقت ممكن".
وذكرت أن صندوق الأمم المتحدة للسكان سيضطر بحلول سبتمبر 2019، إلى إغلاق 175 من أصل 268 منشأة صحية يدعمها حالياً بخدمات الصحة الإنجابية.
وأضافت المسؤولة الأممية أن "هذا يشكل تهديداً مباشراً لأكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة يحتجن إلى علاج فوري لسوء التغذية الحاد ومزيد من المساعدة الطبية".
وأكد البيان أن عملية شراء الأدوية توقفت بالفعل، وتم إغلاق 14 مكاناً آمناً وأربعة منشآت متخصصة بالصحة النفسية للنساء.
ويقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن امرأة تموت كل ساعتين بسبب مضاعفات الحمل والولادة. وتعاني 20 امرأة أخرى من الإصابات أو العدوى أو الإعاقة التي يمكن الوقاية منها.
وأشار البيان إلى أن "هذا هو الواقع الذي تواجهه حوالي 6 ملايين امرأة ومراهقة في سن الإنجاب في اليمن".
وأفاد أنه "مع استمرار الانتهاكات الجسيمة للحقوق، يعد دعم النساء والفتيات المتضررات أمراً بالغ الأهمية".
ووفقاً للبيان "تتطلب الزيادة الكبيرة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، الحماية العاجلة والرعاية الصحية والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والمساعدة القانونية للناجين والناجيات".
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.