واشنطن بوست: الأزمة خطيرة في جنوب اليمن لعدة أسباب

واشنطن (ديبريفر)
2019-08-31 | منذ 4 سنة

Click here to read the story in English

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن مجموعة من الأسباب تجعل الأزمة في جنوب اليمن خطيرة، داعية إلى إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية سواء في الحديدة أو عدن وغيرهما، مؤكدة أن التركيز على واحدة فقط لن يجلب الاستقرار للبلد الذي يشهد صراعاً دموياً على السلطة دخل عامه الخامس.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أن أزمة عدن تهدد بتقسيم اليمن بشكل دائم نظراً إلى أن لها جذوراً استمرت عقوداً من الاحتكاك بين الشمال والجنوب.

ووفقاً للصحيفة يُنسب إلى محللين قولهم إن النظام الفيدرالي الذي تنقسم فيه البلاد إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي هو أفضل ما يمكن لأي شخص أن يأمل فيه باليمن.

وأفادت الصحيفة أن من أسباب أهمية هذه الأزمة كذلك، هو إمكانية تسببها في حدوث خلاف بين القوتين العربيتين الإقليميتين: السعودية والإمارات. فالإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها يحذرون من تحالف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع حزب الإصلاح الذي تعتبره الإمارات مهدداً لها لصلاته بالإخوان المسلمين، في حين ترى السعودية أن الإصلاح يلعب دوراً أساسياً في حرب اليمن والسياسة المستقبلية.

وأشار التقرير إلى أن المصادمات بعدن أدت إلى إضعاف وحدة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ومعها حليفتها الإمارات دعماً للشرعية في اليمن، إذ قصفت الطائرات السعودية من قبل مواقع لقوات الانتقالي، بينما قصفت المقاتلات الإماراتية هذا الأسبوع القوات الحكومية اليمنية.

وتابعت الصحيفة "والسؤال الذي يدور حالياً في هذا الشأن هو ما إذا كانت انقسامات اليمن ستؤثر على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى؟".

أما السبب الثالث لأهمية أزمة عدن حسبما ترى واشنطن بوست، هو إمكانية استفادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية من الاضطرابات، إذ إنهما كانا ولا يزالان يتمتعان بوجود قوي هناك.

ومن الأسباب التي تضمنها التقرير أيضاً هو تأثير القتال بها على حركة النقل البحري العالمي نظراً للموقع الإستراتيجي للمدينة وقربها من البحر الأحمر ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، وهي من أكثر ممرات النقل البحري الحيوية في العالم، التي تستخدمها الناقلات من أوروبا وآسيا بشكل يومي.

وتقول واشنطن بوست إنه إذا استمرت الاضطرابات، فقد تؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية، إذ إن جميع الأطراف المقاتلة في اليمن، بما في ذلك جماعة الحوثيين، لديهم القدرة على مهاجمة السفن وهو أمر حدث بالفعل أثناء الحرب.

وذكرت الصحيفة أن القتال في عدن قد يؤدي إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى معظم أنحاء اليمن.

ونقلت الصحيفة عن كبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد أليزابيث كيندال، القلق الشديد لمجتمع المنظمات الإنسانية من انعدام الأمن في عدن، وتوقف تشغيل ميناءها ومطارها لأنهما يُعتبران شريان الحياة الحيوي للمعونات التي تحتاجها نسبة كبيرة من اليمنيين في الشمال والجنوب.

وأكدت كيندال، أن الاشتباكات في عدن أظهرت الحاجة لمقاربة أوسع وأكثر شمولاً، وبالتالي أكثر تعقيداً، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي كان يسارع لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة على أمل أن تتم معالجة النزاعات التي تجري بمناطق أخرى في البلاد، وقد أكدت أزمة عدن أن تلك المقاربة قاصرة، على حد قولها.

وفي 10 أغسطس الجاري، أحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماله، سيطرتها بدعم إماراتي على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات حكومية، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة، وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية "انقلاباً آخر" واتهمت الإمارات بدعمه.

وقصفت طائرات إماراتية قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد.

وأقرت الإمارات استهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف"، حد قولها.

وأعلنت وزارة الخارجية في الحكومة "الشرعية" اليمنية، أنها تقدمت بطلب رسمي لمجلس الأمن الدولي، لعقد جلسة طارئة بشأن الغارات الإماراتية التي استهدفت قواتها يومي الخميس والأربعاء، وأسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 300 من منتسبي الجيش والمدنيين.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet