طالب مجلس الشورى اليمني الموالي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم السبت، المملكة العربية السعودية بالوقوف بجدية مع الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي، ووقف ما اعتبره "العبث الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة" بدعمها الانفصاليين في جنوبي البلاد "لتقويض سلطة الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية".
وأكد مجلس الشورى في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة الشرعية، وقوفه ودعمه الكامل للبيان الرئاسي الصادر عن رئاسة الجمهورية الذي حمّل كامل المسؤولية دولة الإمارات العربية المتحدة "لتدخلها السافر ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي واستخدام القصف الجوي ضد قوات الجيش اليمني".
بيان مجلس الشورى أدان ما أسماه "القصف الغاشم" لطيران دولة الإمارات والتي استهدفت قوات الشرعية اليمنية، معتبراً ذلك ""اعتداء سافر تجاوز كل الأعراف والقيم وروابط الأخوة بين الشعبين الشقيقين ومثل طعنة غادرة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية" حد تعبيره.
ودعا الشورى اليمني "أحرار العالم وقادة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تحمل المسؤولية والوقوف بحزم الى جانب الشعب اليمني وشرعيته الدستورية ضد كل من يحاول النيل منه ومن مرجعيات المرحلة الانتقالية للوصول إلى بر الأمان وتحقيق السلام الدائم والعيش بعزة وكرامة".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، دعا مساء الخميس، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال أنه "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".
وقصفت طائرات إماراتية قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ أغسطس الجاري عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".
ودعا وزراء بالحكومة اليمنية، في رسالة رسمية بعثوا بها مساء الخميس، للرئيس هادي، إلى توجيه طلب رسمي للقيادة السعودية من أجل إنهاء مشاركة دولة الإمارات في التحالف العربي الذي تقوده المملكة.
وأعلنت الحكومة أنها طلبت من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لبحث "القصف الإماراتي" على قواتها.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران ، والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية، ما أنتج أزمة إنسانية صعبة، تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
والانتقالي الجنوبي الذي يريد فصل جنوب اليمن عن شماله، يُنصِّبُ نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي البلاد، ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.
ورغم زعم الإمارات دعم الحكومة "الشرعية" في اليمن، إلا أنها دعمت وبقوة إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، في مايو 2017، وهو كيان قامت الإمارات بتسليحه وتنضوي تحت مظلته قوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن.
كما أنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بعشرات الآلاف من الجنود في إطار إستراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية وحاول توسيع سيطرته في المنطقة قبل طرده منها، حد زعم الإمارات.