عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأحد، عن قلقها من قصف سجن في محافظة ذمار وسط اليمن، مؤكدة أنها أرسلت فريقاً لتوفير الرعاية الصحية الطارئة.
وكانت جماعة الحوثيين (أنصار الله) قالت في وقت مبكر الأحد 60 شخصاً قتلوا وأصيب 50 آخرون في حصيلة غير نهائية بقصف شنته مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، على سجن يأوي مئات الأسرى التابعين للحكومة المعترف بها دولياً.
وقالت اللجنة الدولية في تغريدة بحسابها على "تويتر" تابعتها وكالة ديبريفر للأنباء "يثير قلقنا المعلومات الواردة عن حدوث قصف على سجن في محافظة ذمار".
وأكدت "هو مركز احتجاز كنا نقوم بزيارته بشكل منتظم"، مشيرة إلى أنها أرسلت فريقاً إلى المكان لتوفير الرعاية الصحية الطارئة.
من جانبها قالت بعثة اللجنة الدولية في اليمن على "تويتر" إن "فريقاً من اللجنة الدولية يحمل إمدادات طبية عاجلة يمكنها علاج مايصل إلى 100 مصاب بجروح خطيرة و200 كيس للجثث، سيتم التبرع بها، في طريقها إلى محافظة ذمار بعد الغارات الجوية التي قيل إنها أودت بحياة العشرات من المحتجزين".
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن فرانز راوخنشتاين، " نحن نأخذ هذه التقارير على محمل الجد، أنا في طريقي إلى ذمار لتقييم الوضع".
وأكد أن اللجنة قامت "بزيارة المحتجزين في هذا الموقع من قبل، كما نفعل في أماكن أخرى كجزء من عملنا."
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ التابعة للحوثيين، يوسف الحاضري، قال إن عملية انتشال الضحايا لا تزال مستمرة حتى الآن، وسط صعوبة بالغة في وصول المسعفين جراء استمرار تحليق الطيران في أجواء المنطقة.
وأكد إسعاف عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفى الثورة، ومعظمهم إصابتهم خطرة.
وأفادت مصادر متطابقة أن طيران التحالف نفذ في وقت متأخر من مساء السبت سبع غارات على مبنى كلية المجتمع، شمال مدينة ذمار، الذي حولته جماعة الحوثيين إلى معتقل يأوي المئات من الأسرى التابعين للحكومة "الشرعية".
فيما قال القيادي الحوثي رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين إن "نصف من كانوا في السجن المستهدف من الأسرى كانوا على وشك الخروج في صفقة تبادل أسرى بجهود محلية"، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون.
وأضاف أن "الأسرى المستهدفين كانوا يقاتلون في جبهات شبوة وتعز والضالع وجبهات الحدود وغيرها".
وزعم القيادي الحوثي أن "تعمد العدو (التحالف) استهداف مبنى الأسرى هدفه إفشال جهود لجان محلية كانت على وشك إنجاز صفقة تبادل للأسرى" على حد قوله.
ولم يصدر عن التحالف العربي أو السعودية التي تقوده تعليق فوري على مايقوله الحوثيون، لكن قيادة التحالف أعلنت في وقت سابق أنها "دمرت موقعاً عسكرياً للمليشيات الحوثية بذمار"، موضحة أنه عبارة عن "مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي"، وفقاً لقناة "العربية" السعودية.
وأضاف التحالف أن عملية الاستهداف هذه "تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين".
ونفى الحوثيون ما وصفوها بـ "مزاعم" التحالف، مؤكدين أن المبنى سجن للأسرى "ومعروف لدى العدو ولدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث قامت بزيارته عدة مرات"، وفقاً لرئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران .
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ سبتمبر 2014
لكن بعض الضربات الجوية، أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف بارتكاب جرائم حرب.