الانتقالي الجنوبي في اليمن يؤكد التزامه بالحوار وفق محددات بيان الأمن الدولي

عدن (ديبريفر)
2019-09-01 | منذ 3 سنة

أكد "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، التزامه بالحوار والتفاوض بما يرمي إلى ما أسماه "تحقيق تطلعات شعب الجنوب واستعادت دولته المستقلة ويسهم في إنهاء الحرب" الدامية المستمرة في اليمن للعام الخامس على التوالي.

وأثنى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، في تصريح صحفي نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، مساء اليوم الأحد، رداً على البيان الرئاسي عن مجلس الأمن الدولي، الصادر يوم الخميس الفائت، بشأن التطورات في اليمن، على "القيادة الجماعية لأعضاء مجلس الأمن لدعم حل سياسي تفاوضي شامل للأزمة في اليمن والجنوب، بما في ذلك التفويض الواضح الممنوح من الأمم المتحدة لإدراج ممثلي الجنوب في العملية السياسية الشاملة" حد تعبيره.

وحث الزُبيدي، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، على التصرف بسرعة لتنفيذ التفويض الممنوح له لضمان خطوات سياسية ناجحة وقابلة للتطبيق.

وجدد التأكيد على استعداد الانتقالي الجنوبي للمشاركة "بشكل بناء في عملية تفاوض تنهي الأزمة وتحل قضية شعب الجنوب من خلال العملية السياسية، والتزامه بدعوة المملكة العربية السعودية للحوار التي أشار إليها بيان مجلس الأمن".

الخميس الفائت أعرب مجلس الأمن الدولي عن القلق بشأن التطورات الأخيرة في جنوب اليمن، داعياً الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس والحفاظ على السلامة الإقليمية لليمن.

وعبر المجلس في بيان رئاسي عن قلقه أيضاً من محاولة السيطرة على مؤسسات الدولة في جنوب اليمن باستخدام العنف، مرحباً "بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل عقد حوار في جدة لتسوية الوضع"، ومعرباً عن "تأييده لها تأييداً كاملاً"، داعياً الأطراف إلى التعاون بصورة بناءة حتى تتكلل تلك الجهود بالنجاح.

وأكد دعمه للتوصل إلى تسوية سياسية يشارك فيها جميع الأطراف في إطار حوار جامع لحل الخلافات ومعالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين، بما في ذلك سكان الجنوب، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وكانت السعودية دعت مجدداً، يوم الثلاثاء الفائت، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجميع الأطراف المتنازعة في عدن جنوبي اليمن، إلى عقد اجتماع في المملكة لمناقشة الخلافات وتداعيات سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً على المدينة في 10 أغسطس المنصرم.

وقال مجلس الوزراء السعودي في جلسته برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، إن المملكة تجدد دعوتها للحكومة اليمنية وجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن، لعقد اجتماع في بلدهم الثاني السعودية، لمناقشة الخلافات، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وتطرق رئيس الانتقالي الجنوبي في تصريحه اليوم الأحد، إلى "جهود المجلس في تعزيز الاستقرار والأمن في عدن"، مطالباً بـ"دعم دولي عاجل لضمان استمرار تقديم الخدمات العامة في الجنوب بما في ذلك دفع جميع الرواتب في الوقت المحدد دون تأخير".

ولفت الزبيدي إلى أن "الترتيبات الحالية ستكون مؤقتة حتى يتم التوصل إلى حل حقيقي ومستدام للقضية الجنوبية".

 وأحكمت قوات الانتقالي الجنوبي في 10 أغسطس المنصرم، سيطرتها على كامل مدينة عدن إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، استمرت أربعة أيام وأسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية" في حربها المستمرة للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق في شمالي اليمن ذات الكثافة السكانية والحضرية.

ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي الجنوبي، الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماليه، نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet