وصفت منظمة العفو الدولية، اليوم الاثنين، غارات جوية للتحالف الذي تقوده السعودية استهدفت أمس الأحد مبنى في محافظة ذمار اليمنية (90 كيلو متر جنوب صنعاء) تتخذه جماعة الحوثيين (أنصار الله) معتقلاً للأسرى، بأنه "واحدة من أكثر الهجمات المروعة في العام الجاري".
المنظمة الدولية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، في سلسلة تغريدات بتويتر رصدتها وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، طالبت بإجراء تحقيق مستقل، ومحاسبة الجناة، وتقديم التعويضات للضحايا في هذا الهجوم الذي راح ضحيته نحو 170 معتقلاً أغلبهم قتلوا جراء ذلك.
وقالت العفو الدولية: "في واحدة من أكثر الهجمات المروعة هذا العام، دمرت غارة جوية شنتها قوات التحالف بالأمس مركز احتجاز في ذمار في اليمن وبشكل كامل كان يتواجد فيه 170 معتقلاً، ما أسفر عن مقتل معظمهم".
كما طالبت "المجتمع الدولي بتكثيف الجهود لوقف الانتهاكات المستمرة وانتهاكات القانون الدولي من قبل جميع أطراف النزاع في اليمن، من خلال ضمان حماية المدنيين والتحقيق في الانتهاكات بشكل مستقل".
وشدد منظمة العفو الدولية على ضرورة "عدم استهداف الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال القتالية، مثل السجناء، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي استهداف المدنيين".
وقضى أكثر من 100 شخص حينما شنت مقاتلات التحالف في الساعات الأولى من يوم أمس الأحد غارات استهدفت مبنى في محافظة ذمار كان الحوثيون يستخدمونه كمعتقل لمن أسرتهم قواتهم خلال المعارك الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي.
واتهمت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية بقصف سجن لأسرى الحكومة المعترف بها دولياً في مدينة ذمار ما أدى إلى مقتل وجرح 185 شخصاً.
لكن التحالف نفى الاتهامات الحوثية، وزعم أنه "دمر موقعاً عسكرياً للمليشيات الحوثية بذمار، وهو عبارة عن مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي".
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي أإيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، وذلك دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء، لكن عدد غير قليل من غارات التحالف أدى إلى مقتل مئات المدنيين في اليمن ما أثار استياء دولي واسع.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.