قالت جماعة الحوثيين، (أنصار الله) يوم الثلاثاء، إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، قرر التخلص من أسرى الحكومة المعترف بها دولياً لدى الجماعة، داعية إلى إجراء عملية تبادل شاملة للأسرى.
وأضاف القيادي في جماعة الحوثيين رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للجماعة عبد القادر المرتضى في منشور على "فيسبوك": "يبدو أن أسرى المرتزقة أصبحوا هدفاً لطيران العدوان وأن هناك قراراً بالتخلص منهم لأسباب كثيرة".
يأتي ذلك بعد أيام من قصف مقاتلات التحالف العربي لمبنى في محافظة ذمار (90 كيلو متر جنوب صنعاء) تتخذه جماعة الحوثيين معتقلاً للأسرى ما أدى إلى مقتل 123 شخصاً على الأقل وإصابة 50 آخرين وفقاً لمصادر طبية تابعة للجماعة.
وأضاف المرتضى "ندعو كل الأطراف اليمنية المقاتلة في صف العدوان وتحت رايته إلى إجراء تبادل كامل وشامل لجميع الأسرى والمعتقلين اليمنيين عبر أي طريقة مناسبة للجميع وعبر أي وساطات يتم التوافق عليها".
وأعرب عن أمله في أن تلقى دعوته استجابة لدى الحكومة "الشرعية" وألا ترفضها كما فعلت مع دعوات سابقة، حد زعمه.
وتابع القيادي الحوثي "كما نأمل أن لا يؤثِروا طاعة المحتل الأجنبي على مصلحة أسراهم الذين يعانون بشكل كبير خاصةً مع هذا الاستهداف المتعمد لهم من قبل العدو" حسب قوله.
ويوم الإثنين اتهم المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام، السعودية بإفشال كل مقترحات الأمم المتحدة بشأن تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى.
وقال عبدالسلام خلال لقائه وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم في مسقط إن "النظام السعودي أفشل كل مقترحات الأمم المتحدة كونه لا يهتم ولا يطالب بغير أسراه دون أي اكتراث لمعاناة اليمنيين".
وعلى مدى السنوات الماضية أجرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، صفقات تبادل أسرى ورفات، عبر وساطات محلية وقبلية، تم خلالها الإفراج عن العشرات من الطرفين.
وفي ديسمبر الماضي تبادل الطرفان ضمن مشاورات ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لديهما تنفيذاً لاتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه خلال المشاورات التي جرت برعاية الأمم المتحدة، إلا أن التنفيذ الفعلي للاتفاق لا يزال متعثرا كما هو حال اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات من مدينة الحديدة وموانئها، وتفاهمات تعز، في ظل اتهامات متبادلة بعرقلة التنفيذ الذي كان مقرراً الانتهاء منه في يناير الماضي.
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.