عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، اليوم الأربعاء، عن تطلعه بثقة وتفاؤل إلى نجاح اجتماع جدة بين الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا.
وأعتبر قرقاش، في تغريدة على حسابه بتويتر، أن الأولوية حالياً لوحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته.
ووجه شكراً خاصاً للسعودية على قيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سياسيا وعسكريا بحرص وحنكة واقتدار.
يأتي تطلع الوزير الاماراتي بثقة لحوار جدة في وقت رفضت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مجدداً اليوم الأربعاء، الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح الذي سيطر على محافظة عدن وعدة محافظات جنوب البلاد، مشددة على أن الحوار يجب أن يكون مع الإمارات.
وقال نائب رئيس الحكومة اليمنية "الشرعية" وزير الداخلية أحمد الميسري، في تسجيل صوتي "لم ولن يتم أي حوار مع مايسمى المجلس الانتقالي، باعتباره أداة عسكرية مع الإماراتيين".
وأضاف "الحكومة لن تحاور أو تفاوض إلا صاحب تلك الأدوات، وليس الأدوات نفسها"، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
واستطرد الميسري قائلاً "إذا كان لا بد من حوار، فسيكون مع الإمارات باعتبارها الطرف الأساسي والأصيل في النزاع بيننا وبينهم، وما المجلس الانتقالي إلا واجهة وأداة سياسية لهم"، معتبراً أن الإمارات "تقدم خدمة مجانية للحوثيين".
وأكد الميسري أن الحكومة "الشرعية" ستعود لعدن بالسلم أو بالحرب، قائلاً إن الجيش الوطني اليمني جاهز لذلك.
إلى ذلك أكد مسؤول يمني لرويترز يوم الأربعاء إن مسؤولين من الحكومة بدأوا محادثات غير مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين الذين تدعمهم الإمارات في مدينة جدة السعودية بهدف إنهاء القتال في عدن وغيرها من محافظات جنوب اليمن.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أكد مساء أمس الثلاثاء، دعمه للدعوة التي وجهتها السعودية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، لحضور حوار جدة.
جاء حديث غريفيث على حسابه بموقع "تويتر"، عقب لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمّان.
ووصل وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، أمس الثلاثاء، إلى جدة، استجابة لدعوة الرياض للحوار مع الحكومة اليمنية
وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها وفد المجلس الانتقالي إلى مدينة جدة بعد أن كان زارها خلال أواخر أغسطس المنصرم للغرض نفسه قبل أن يغادرها بعد 48 ساعة بسبب رفض الحكومة اليمنية إجراء أي حوار قبل سحب الانتقالي لقواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن مطلع الشهر ذاته.
وسيطرت قوات الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، في ١٠ أغسطس الفائت على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي الجنوبي، الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماليه، نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.