نفت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، مساء اليوم الأربعاء، وجود أي شكل من أشكال الحوار حتى الآن مع المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً.
واعترف الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية الشرعية، راجح بادي، في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض التابعة للحكومة ذاتها، بتواجد عدد من قيادات "الشرعية" اليمنية وحكومتها في مدينة جدة السعودية حيث يتواجد وفد المجلس الانتقالي الانفصالي.
لكن ناطق الحكومة اليمنية برر تواجد "قيادات الدولة في مدينة جدة، يأتي في سياق توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي وضمن التواصل المستمر مع قيادة المملكة العربية السعودية للوقوف على أحداث التمرد الأخيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية والتي وصلت ذروتها بقصف الطيران الإماراتي لمواقع الجيش الوطني في عدن وأبين"، حد قوله.
وقال بادي "إن الحكومة وهي تجدد موقفها المعلن منذ اليوم الأول بالترحيب بدعوة الحوار التي وجهتها وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، توضح عدم وجود أي شكل من أشكال الحوار حتى الآن مع ما يسمى المجلس الانتقالي".
وجدد المسؤول اليمني تأكيد حكومته بأن "الثوابت الوطنية وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية ليست محل مساومات أو نقاش".
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول يمني قوله إن مسؤولين من الحكومة بدأوا محادثات غير مباشرة مع الانفصاليين الجنوبيين الذين تدعمهم الإمارات، في مدينة جدة السعودية بهدف إنهاء القتال في عدن وغيرها من محافظات جنوب اليمن.
وقال المسؤول اليمني الذي وصفته رويترز بالـ"كبير" طالباً عدم نشر اسمه: "بدأت محادثات غير مباشرة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الجانب السعودي، الموقف صعب للغاية ومعقد لكننا نتمنى تحقيق بعض التقدم".
وكانت مصادر وتقارير إخبارية أكدت وصول نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ومعه رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية، القيادي في حزب الإصلاح عبدالله العليمي، ومسؤولون آخرون إلى مدينة جدة بعد ساعات من وصول وفد الانتقالي الجنوبي مساء أمس الثلاثاء، إلى المدينة ذاتها، استجابة لدعوة الرياض للحوار مع الحكومة اليمنية.
وقالت مصادر حكومية يمنية إن الأحمر سيقود وفد الحكومة في المباحثات التي ترعاها الخارجية السعودية بين الحكومة اليمنية وقادة الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات.
وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة جدة بعد أن كان زارها خلال أواخر أغسطس المنصرم للغرض نفسه قبل أن يغادرها بعد 48 ساعة بسبب رفض الحكومة اليمنية إجراء أي حوار قبل سحب الانتقالي لقواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن مطلع الشهر ذاته.
وسيطرت قوات الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، في ١٠ أغسطس الفائت على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية، فيما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار مع الانفصاليين إلا بعد تنفيذ طلب التحالف بسحب قواتهم من المواقع التي سيطروا عليها في عدن.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية اليمتي محمد الحضرمي خلال لقاءه اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض، نائب رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لدى اليمن، ريكاردو فيلا، إن بيان التحالف يؤكد على ضرورة انسحاب قوات المجلس الانتقالي من المواقع والمعسكرات التي سيطرت عليها في محافظتي عدن وأبين.
وشدد الحضرمي على ضرورة أن "يتم الوقوف أولا أمام انحراف دور الامارات في تحالف دعم الشرعية بكل جدية وشفافية، وأن ذلك هو الطريق الصحيح من أجل إنجاح أي حوار".
وجددت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الأربعاء، رفضها الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح الذي سيطر على محافظة عدن وعدة محافظات جنوب البلاد، مشددة على أن الحوار يجب أن يكون مع الإمارات.
وقال نائب رئيس الحكومة اليمنية "الشرعية" وزير الداخلية أحمد الميسري، في تسجيل صوتي "لم ولن يتم أي حوار مع مايسمى المجلس الانتقالي، باعتباره أداة عسكرية مع الإماراتيين".
وأضاف "الحكومة لن تحاور أو تفاوض إلا صاحب تلك الأدوات، وليس الأدوات نفسها"، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي الجنوبي، الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماليه، نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.