كررت منظمات غير حكومية يوم الخميس دعوتها لفرنسا من أجل التوقف فوراً عن بيع السلاح للسعودية والإمارات اللتان تقودان تحالفاً عسكرياً في اليمن للعام الخامس على التوالي، وذلك بعد صدور تقرير جديد عن الأمم المتحدة بشأن الوضع المأساوي هناك.
وقالت 17 منظمة تعنى بالشؤون الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان في بيان، إنها "تكرر دعوتها استناداً إلى حدثين مهمين حصلا هذا الأسبوع".
وأضافت "لقد قُتل الأحد أكثر من مئة محتجز في غارة جوية" في ذمار غربي اليمن، كما "كشف تقرير صدر الثلاثاء عن مجموعة خبراء في الأمم المتحدة حول اليمن فداحة وعنف الهجمات على السكان المدنيين في اليمن، والضرورة الملحة لعدد من الدول مثل فرنسا كي توقف تغذية النزاع بالسلاح".
وقال فريق الخبراء الذي شكله مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير نشر الثلاثاء الفائت، إن السعودية والإمارات والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله) انتهكوا القانون الدولي لحقوق الإنسان في اليمن، "ويحتمل أن تكون هذه الأطراف قد ارتكبت جرائم حرب".
كما دعا الخبراء إلى الامتناع عن تقديم أسلحة يمكن استخدامها في هذا النزاع، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن، كي تُتاح الفرصة لوقف العنف الذي يمارس ضد المدنيين في هذا البلد.
وأضاف الخبر أن على جميع أطراف الصراع، العمل على حماية المدنيين وتحقيق العدالة من أجل ضحايا الحرب الداخلية.
وحثت المنظمات فرنسا إلى الاقتداء بما حصل في بريطانيا بالنسبة للكف عن بيع السلاح للرياض وأبو ظبي.
وكانت لندن علقت في يونيو الماضي بيع السلاح الذي يمكن أن يستخدم في اليمن للسعودية بعد أن اعتبرت محكمة استئناف أن هذا العمل سيكون غير شرعي.
ويدور في اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وتسبب استمرار الحرب في اليمن في سقوط نحو 11 ألف قتيل من المدنيين وإصابة عشرات الآلاف غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها، بالإضافة إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب الأمم المتحدة.