تظاهر المئات في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، اليوم الجمعة، للمطالبة بطرد الإمارات العربية المتحدة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" في اليمن، وذلك بسبب استهداف مقاتلات إماراتية قوات الحكومة اليمنية بالقرب من عدن ومحافظة أبين الأسبوع الماضي ما أدى إلى مقتل وجرح مئات الجنود.
المتظاهرون في مدينة تعز التي يسيطر عليها قوات للحكومة الشرعية موالية لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، نددوا بدعم الإمارات للانفصاليين في جنوبي البلاد واستهدافها للحكومة اليمنية الشرعية وقواتها ما مكن "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً من الاستمرار في فرض سيطرته على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها.
وطالب المحتجون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية) بموقف حازم إزاء "التجاوزات" الإماراتية وإيقاف دعم أبو ظبي للمجلس الانتقالي الجنوبي، مرددين هتافات مناهضة للإمارات ومطالبين بطردها من التحالف.
تأتي هذه التظاهرة بعد يوم واحد من تظاهرتين كبيرتين في مدينتي عدن والمكلا جنوبي وشرقي اليمن دعا إليها "المجلس الانتقالي الجنوبي"، حيث احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي "الانتقالي" أمس الخميس، تأييداً لدولة الإمارات العربية المتحدة الداعمة الرئيسية للمجلس الساعي لانفصال جنوبي اليمن عن شماله.
وأكد تظاهرتان أمس الخميس، تأييدهما لخطوات المجلس الانتقالي لما أسمتها "مكافحة العناصر الإرهابية المتسترة تحت غطاء ما يسمى بالشرعية اليمنية". ويقصد الانتقالي الجنوبي بـ"العناصر الإرهابية المستترة..." حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) الذي يسيطر على مقاليد القرار في الرئاسة اليمنية والحكومة المعترف بها دولياً.
وهدفت التظاهرتان، بحسب المنظمين، إلى الرد على ما أسموه "افترءات وأكاذيب تحاول النيْل من دور دولة الامارات العربية على الصعيدين الإنساني والعسكري في اليمن من قبل وزراء وأطراف في الحكومة الشرعية وحزب الاصلاح".
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات التي دعمت إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس تمكنت في 10 أغسطس المنصرم من السيطرة على مدينة عدن بعد معارك عنيفة استمرت أربعة أيام مع قوات الحكومة اليمنية الشرعية التي اعتبرت ذلك "انقلاباً آخر" من الإمارات في عدن التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء لتصبح هذه الحكومة بلا عاصمة.
ونفذت طائرات حربية إماراتية غارات الأسبوع الماضي على قوات الحكومة اليمنية حينما اقتربت من مدينة عدن لاستعادة السيطرة عليها من أيدي الانفصاليين، ما أدى لمقتل وجرح أكثر من 300 جندي، وتراجع تلك القوات الحكومية إلى أطراف محافظة أبين شرق عدن.
وتعد الإمارات ثاني أهم دول تحالف عربي عسكري تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي في قتاله ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي لا تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وغالبية المناطق في شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.