أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن بلاده ستواجه أي اعتداء إسرائيلي ينتهك سيادتها، وستتحمل تل أبيب نتائج أي اعتداء، وذلك بعد أيام من مواجهة على الحدود بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقال عون، خلال لقائه في قصر بعبدا شرق بيروت، يوم الجمعة، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان، يان كوبيتش، إن أي اعتداء على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، سيقابل بدفاع مشروع عن النفس، تتحمل إسرائيل كل ما يترتب عنه من نتائج.
وذكر بيان للرئاسة اللبنانية أن عون أبلغ كوبيتش بأن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت، شكل خروجاً عن قواعد الاشتباك التي تم التوصل إليها بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، معتبراً أن تحطم الطائرتين المسيرتين اللتين انفجرت إحداهما "إعلان حرب" من جانب تل أبيب على بلاده.
والقرار 1701، صدر في 11 أغسطس 2006، ووافقت عليه الحكومة اللبنانية بالإجماع، ليتم إرساء قواعد الاشتباك التي وضعت بعد حرب يوليو/ تموز من العام ذاته.
ونقل بيان الرئاسة اللبنانية عن كوبيتش قوله إن الجيش اللبناني المنتشر بجانب القوات الدولية، يقوم بواجبه كاملا تنفيذا لقرارات السلطة السياسية والمجلس الأعلى للدفاع.
في 28 أغسطس الفائت، قال الجيش اللبناني إنه فتح النار على طائرتين مسيرتين من بين ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية اخترقت المجال الجوي اللبناني في جنوبي البلاد قرب الحدود، وإن الطائرات الثلاث عادت إلى المجال الإسرائيلي.
وتدخل طائرات إسرائيلية بشكل متكرر المجال الجوي اللبناني لكن هذه من الحالات النادرة التي يستهدف فيها الجيش الطائرات. وشكت بيروت مرارا للأمم المتحدة من إسرائيل التي تعتبرها دولة معادية بسبب انتهاكها لمجالها الجوي.
ولم تعلن أو تنفي إسرائيل مسؤوليتها عن الطائرتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبية التي يهيمن عليها حزب الله في مطلع الأسبوع الماضي. وانفجرت إحداهما ما ألحق بعض الأضرار بالمركز الإعلامي لحزب الله في المنطقة لكن لم يصب أحد بأذى.
ومساء الاثنين الماضي، نشر حزب الله، عبر قناة "المنار" التابعة له، شريط فيديو قال إنه لعملية استهداف الآلية العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية يوم الأحد، وهو ما نفته إسرائيل.
ويظهر الفيديو مشهداً واسعاً للمنطقة الحدودية، ثم آلية تتحرك على طريق قرب منطقة أفيفيم، بحسب صوت علّق على الفيديو. بعدها، تطلق قاذفة صاروخاً يصيب الآلية التي تنفجر ويتصاعد منها الدخان.
وهدد أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، مساء الاثنين الماضي، إسرائيل، بضربها في العمق رداً على أي اعتداءات على لبنان.
وأضاف أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "يعرف أنه لم تعد لدينا خطوط حمراء لأنه غيّر قواعد الاشتباك".. مشيراً إلى إن المقاومة انتقلت من الرد في أرض لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة.
وتابع نصر الله "ما حصل الأحد أن المقاومة كسرت أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين"، موضحا أن القصف الذي استهدف آلية إسرائيلية يوم الأحد لم يضرب في منطقة مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان محتلة، بل منطقة داخل أراضي 48 المعترف بها دولياً لإسرائيل.
وتعتبر إسرائيل حزب الله أكبر تهديد على حدودها الشمالية، وقالت إنها نفذت هجمات متكررة في سوريا لمنع حصول حزب الله على شحنات أسلحة من إيران.
وتطلق إسرائيل مرارا تهديداتها بضرب لبنان وبناه التحتية، في أي صراع مقبل، مع حزب الله اللبناني.
وخاض حزب الله الذي يتلقى المال والسلاح من طهران وتسهّل سوريا نقل أسلحته وذخائره، حرباً ضد إسرائيل استمرت أكثر من شهر في يوليو 2006، اندلعت إثر خطفه جنديين بالقرب من الحدود مع لبنان.
وردت إسرائيل بهجوم مدمّر، أدى لمقتل المئات وإصابة الآلاف من اللبنانيين وتدمير البنية التحتية في لبنان، ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله.
ويحظى حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة في لبنان، بدعم إيران، وتدرجه واشنطن في قائمة المنظمات الإرهابية، وعبرت أواخر فبراير الماضي، عن قلقها من تنامي دور حزب الله في الحكومة اللبنانية. فيما ندد أعضاء لحزب الله في مجلس النواب اللبناني بالتدخل الأمريكي واعتبروه انتهاكا للسيادة.
وازداد نفوذ حزب الله اللبناني في المنطقة بعدما نشر مقاتلين تابعين له في صراعات أخرى بالشرق الأوسط، منها الحرب في سوريا المجاورة حيث يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثمان سنوات.