مسؤول يمني رفيع: حل الأزمة في عدن يتطلب الوقوف أمام انحراف دور الإمارات

الرياض (ديبريفر)
2019-09-07 | منذ 3 سنة

جندي تابع لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي يلقي التحية العسكرية لمدرعة إماراتية في عدن

قال نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، محمد الحضرمي، اليوم السبت، إن حل الأزمة في جنوبي اليمن يتطلب أولاً "الوقوف بجدية وشفافية أمام انحراف دور دولة الإمارات العربية المتحدة" في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية .

وعبر الحضرمي في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن ترحيب حكومته بالحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي "لكن ليس في الوقت الراهن".

وأوضح قائلاً "إننا نرحب بالحوار وهذا شيء ثابت، لكن نعتقد أنه المهم الآن هو أن نقف أمام انحراف الدور الإماراتي في التحالف وهذا هو الحل؛ أن نعمل لتصحيح مسار التحالف الذي بسبب القصف الجوي، وما اتضح لنا في الفترة الأخيرة من الإمارات أنه خرج عن المسار".

وأضاف: "نعتقد أن الوقوف بجدية وشفافية أمام انحراف الإمارات هو الحل للعودة إلى عدن، وإعادة بوصلة التحالف للاتجاه صحيح".

وتابع نائب وزير الخارجية اليمني: "لا نريد التركيز على القشور، بالضغط علينا للتحدث مع الانتقالي، فالانتقالي مهما كان فهم إخواننا، وسيتم الحوار معهم مستقبلا في الوقت المناسب، لكن الأهم الآن هو الجلوس مع الإمارات لحرف البوصلة مرة أخرى للاتجاه الصحيح بعدما انحرفت للأسف الشديد".

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، دعا الخميس قبل الماضي، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".

وقصفت طائرات إماراتية في ٢٩ أغسطس الفائت قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ من نفس الشهر ، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.

وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".

وطالبت الحكومة اليمنية "الشرعية" في سلسلة تغريدات لوزارة خارجيتها على حسابها في "تويتر"، حينها، دولة الامارات العربية المتحدة "بإيقاف دعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم لهذه المجاميع المتمردة على الدولة بشكل كامل وفوري" حد تعبيرها.

كما طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.

ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية، بينما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار مع الانفصاليين إلا بعد تنفيذ طلب التحالف بسحب قواتهم من المواقع التي سيطروا عليها في عدن.

نائب وزير الخارجية اليمني، في حواره لـ"سبوتنيك"، أكد أنه لا يوجد حوار بأي شكل من الأشكال مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في الوقت الحالي.

وأوضح الحضرمي: "لا يوجد حتى الآن أي حوار بأي شكل من الأشكال مع الانتقالي، وذهابنا إلى مدينة جدة كان في البداية للجلوس مع الأشقاء في السعودية، كونهم قادة التحالف"، مضيفاً: "نعلم أن هناك رغبة صادقة وواضحة وصريحة من الأشقاء في السعودية لإعادة بوصلة التحالف ضد الحوثي، الذي يمثل المشروع الإيراني في اليمن، وهذا واضح وجليّ".

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014 ، ما أنتج أزمة إنسانية صعبة، تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".

وفيما يتعلق بوجود ضغوط سعودية على الحكومة اليمنية من أجل التفاوض مع الانتقالي الجنوبي، قال الحضرمي "ليست ضغوطا، بل محاولة لإعادة الاتجاه القوي التحالف، نحن نرحب بالحوار، وفي نفس الوقت نرى أن الطريق الوحيد لتصحيح المسار هو الجلوس مع الإمارات العربية المتحدة، وبتقويم ما يحدث، وهذا هو الطريق الأنسب لأي حوار".

ورفض الحضرمي الإفصاح عن هويات المسؤولين اليمنيين المتواجدين في جدة للتشاور، قائلا "اكتفي بالقول إنه وفد رفيع المستوى من الجانب اليمني".

لكن مصادر سياسية وحكومية قالت في وقت سابق إن نائب الرئيس علي محسن الأحمر يقود فريق الحكومة الشرعية في محادثات جدة ومعه رئيس الوزراء معين عبد الملك ونائبه سالم الخنبشي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية القيادي في حزب الإصلاح عبدالله العليمي.

وردا عن سؤال حول استجابة الإمارات لدعوة الحوار الذي تريده الحكومة، قال الحضرمي "نحن الآن في تشاور مستمر مع الأشقاء في السعودية، وليست لدينا معلومات إذا كان هناك استجابة من الإمارات".

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

والانتقالي الجنوبي الذي يريد فصل جنوب اليمن عن شماله، يُنصِّبُ نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي البلاد، ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

ورغم زعم الإمارات دعم الحكومة "الشرعية" في اليمن، إلا أنها دعمت وبقوة إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، في مايو 2017، وهو كيان قامت الإمارات بتسليحه وتنضوي تحت مظلته قوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet