رحب "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً في اليمن، مساء اليوم الأحد، بالبيان السعودي الإماراتي المشترك بخصوص الأزمة في جنوبي البلاد، وذلك بعد يومين من رفضه لبيان سعودي منفرد.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، في منشور مقتضب على صفحته بالفيسبوك رصدته وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، إن "البيان السعودي الإماراتي المشترك، يعكس حرص السعودية والإمارات، على توحيد الجهود نحو السلام والاستقرار والشراكة، ويعتبر انتصاراً للمشروع العربي الذي تقوده دول التحالف" حد تعبيره.
واضاف هيثم: "لطالما كان الحوار والسلام هو المسار الذي طالب به الانتقالي الجنوبي منذ اليوم الأول إيمانا بأنه الوسيلة الأفضل والأقوى للوصول إلى حلول عادلة لكافة الملفات والقضايا العالقة بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والمصالح العليا لشعبنا الجنوبي" بحسب قوله.
وهذا اول تعليق من المجلس الانتقالي الجنوبي على البيان السعودي الإماراتي المشترك الذي صدر اليوم الأحد، فيما لم يصدر أي تعليق حتى لحظة كتابة هذا الخبر من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على البيان ذاته.
وتتهم الحكومة اليمنية دولة الإمارات بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي في ما تسميه "تمرد وانقلاب" عليها، إثر سيطرة قواته في 10 أغسطس الماضي على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، عقب قتال مع قواتها استمر أربعة أيام راح فيه عشرات القتلى والجرحى.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، دعت المملكة العربية السعودية والإمارات، العربية المتحدة، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، إلى وقف العمليات العسكرية في جنوب البلاد.
ورحب البلدان في بيان مشترك لهما، باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة المملكة للحوار من أجل حل الأزمة في بعض المحافظات الجنوبية لليمن، مؤكداً "أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة".
ويم الجمعة الماضية عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمنياً، عن رفضه بيان المملكة العربية السعودية الصادر الخميس، أكدت فيه على ضرورة استعادة معسكرات ومقرات مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية للحكومة الشرعية اليمنية في مدينة عدن التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في مطلع أغسطس الفائت.
وقالت المملكة في بيانها إنها "تؤكد على موقفها الثابت من عدم وجود أي بديل عن الحكومة الشرعية في اليمن وعدم قبولها بأي محاولات لإيجاد واقع جديد في اليمن باستخدام القوة أو التهديد بها"، في إشارة إلى فرض الانتقالي الجنوبي سيطرته بالقوة على ثلاث محافظات جنوبي اليمن منذ مطلع أغسطس المنصرم.
وتوعدت السعودية في بيانها بأنها "لن تتوانى بالتعامل بكل حزم مع أي محاولة لزعزعة استقرار اليمن، لأن ذلك يُعد تهديداً لأمن واستقرار المملكة والمنطقة". ودعت "الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن والحكومة الشرعية للانخراط في حوار جدة بالمملكة بشكل فوري ودون تأخير".
ورد "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً، على بيان السعودية الرافض لتحركات المجلس الذي أحكمت قواته سيطرتها على مدينة عدن العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً بعد قتال عنيف مع قواتها.
وقال مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، في تغريدة على تويتر، معلقاً على تناولات قناة "الحدث" الإخبارية السعودية للبيان، أن "قناة الحدث ومحلليها جعلوا بيان المملكة وكأنه قرءان منزل".
وأضاف: "إرادة الشعب يا هؤلاء لا تقيدها بيانات أو مواقف دولة هنا وهناك. شعبنا في الجنوب اتخذ قراره وسيستمر في السير على درب تحقيقه مهما بلغت المصاعب"، داعياً المملكة للعودة إلى "العقل واحترام حق الشعب في تقرير مصيره بنفسه ولا وصاية عليه"، حد تعبيره.
وجاء تعليق القيادي في الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، ليكشف اتساع الخلاف بين الشريكين الرئيسيين (السعودية والإمارات) في تحالف تقوده المملكة منذ زهاء أربع سنوات ونصف لدعم الحكومة "الشرعية" في اليمن، في قتالها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي لا تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وغالبية المناطق في شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وتصاعد الخلاف "المستتر" بين السعودية والإمارات في اليمن عقب سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، سيطرتها في 10 أغسطس الفائت، على كامل مدينة عدن.
وتدفع خلافات البلدين إلى اقتتال جديد في جنوبي البلاد في الحرب متعددة الأطراف، وينذر بتفاقم الانقسام في اليمن، ويعقد جهود إنهاء صراع راح ضحيته عشرات الآلاف وتسبب في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق الأمم المتحدة.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات التي دعمت إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس تمكنت في 10 أغسطس المنصرم من السيطرة على مدينة عدن بعد معارك عنيفة استمرت أربعة أيام مع قوات الحكومة اليمنية الشرعية التي اعتبرت ذلك "انقلاباً آخر" من الإمارات في عدن التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء لتصبح هذه الحكومة بلا عاصمة.
ونفذت طائرات حربية إماراتية غارات الأسبوع الماضي على قوات الحكومة اليمنية حينما اقتربت من مدينة عدن لاستعادة السيطرة عليها من أيدي الانفصاليين، ما أدى لمقتل وجرح أكثر من 300 جندي، وتراجع تلك القوات الحكومية إلى أطراف محافظة أبين شرق عدن.