طالب الأردن، اليوم الخميس، مجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وسريع والتحرك الجاد ضد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بضم غور الأردن لبلاده في حال إعادة انتخابه.
واعتبر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مباحثات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي المعتمدين لدى بلاده، أن ما تعهد به نتنياهو "ينسف عملية السلام"، مؤكداً ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل وسريع ضد إعلان نتانياهو.
وحث الصفدي مجلس الأمن والمجتمع الدولي على "اتخاذ موقف واضح وصريح لإدانة الإعلان الإسرائيلي ورفضه باعتباره خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية وتصعيداً خطيراً ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع".
وكان نتنياهو قال في خطاب بثته قنوات التلفزيون الإسرائيلية على الهواء مباشرة خلال الأسبوع الجاري، ضمن حملته الانتخابية: "اليوم أعلن عزمي، بعد تشكيل حكومة جديدة، تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت".. مؤكداً أنّ هذا الإجراء سيطبق على الفور في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.
وأثارت وعود نتنياهو الساعي لإعادة انتخابه في 17 سبتمبر الجاري، تنديدات الفلسطينيين والدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الأربعاء، عن قلقه من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إذا فاز بالانتخابات، معتبراً أن ذلك سيكون "إجراء غير قانوني ويقوض احتمالات السلام بالمنطقة".
وقال جوتيريش في بيان: "مثل هذه الإجراءات ستشكل، إذا نُفذت، انتهاكا جسيما للقانون الدولي. ستكون مدمرة لإمكانية إحياء المفاوضات وللسلام الإقليمي".
وزير الخارجية الأردنية استعرض خلال لقائه في عمّان سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، "تداعيات كارثية للإعلان الإسرائيلي على جهود تحقيق السلام الدائم في المنطقة"، مؤكداً أن هذا التعهد إن نفذ "سيقوض حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع وسينهي العملية السلمية".
وأشار الصفدي إلى أن "هذا الاعلان الإسرائيل وغيره من الخطوات الأحادية التي تشمل توسعة الاستيطان اللاشرعي وانتهاكات سلطات الاحتلال للمقدسات في القدس الشريف تمثل خطرا جسيما على الأمن والسلم في المنطقة والعالم".
ومساء أمس الأربعاء حذرت روسيا من أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته ضم غور الأردن يمكن أن يؤدي إلى تزايد التوتر.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن الخطة الإسرائيلية، معتبرة أن تنفيذها يمكن أن يؤدي إلى "تزايد التوتر بشكل حاد في المنطقة ويقوض آمال التوصل إلى خطة سلام بين إسرائيل وجيرانها العرب".
وجاءت تحذيرات موسكو قبيل لقاء نتنياهو اليوم الخميس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي في إطار حملته لمواصلة قيادته البلاد.
وألمح الأردن أمس الأربعاء إلى إمكانية إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، إن نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعوده بضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات.
وأكد رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونه، في تصريحات صحفية يوم الأربعاء، أن اتفاقية السلام مع إسرائيل على المحك إن نفذ نتنياهو وعوده الانتخابية، معتبراً أن خرق إسرائيل وإمعانها في مخالفة كل المواثيق والقرارات الدولية، وتطرف اليمين الذي يمثله نتنياهو سيزيد من خطورة مواجهته بتطرف وتصعيد تشهده المنطقة.
والأردن مرتبط بمعاهدة سلام مع اسرائيل منذ عام 1994، فيما تدعي إسرائيل بأن غور الأردن منطقة حيوية لأمنها.
وتبلغ مساحة غور الأردن 2400 كيلومتر مربع ويمثل حوالي 30 في المئة من الضفة الغربية ويضم عشرات المزارع الفلسطينية فضلاً عن مناطق مفتوحة تسعى السلطة الفلسطينية لتطويرها لمشروعات الطاقة الشمسية والمناطق الصناعية.
وتقول منظمة السلام الآن التي تراقب الاستيطان إن نحو 53 ألف فلسطيني ونحو 12800 مستوطن إسرائيلي يعيشون في المنطقة التي يعتزم نتنياهو ضمها من غور الأردن، والمدينة الفلسطينية الرئيسية في المنطقة هي أريحا وتضم حوالي 28 قرية ومنطقة بدوية أصغر.
وتشير المنظمة إلى أن هناك نحو 30 مستوطنة زراعية يهودية في المنطقة فضلا عن 18 بؤرة استيطانية أصغر.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب عام 1967 لكن الفلسطينيين الذين وقعوا اتفاقات سلام مؤقتة مع إسرائيل عام 1990 تشمل التعاون الأمني، يريدون هذه الأراضي جزءا من دولتهم في المستقبل.
ويريد الفلسطينيون تأسيس دولتهم المنشودة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، واحتلت إسرائيل تلك الأراضي عام 1967 وضمت إليها القدس الشرقية وأعلنت عام 1980 كامل القدس بشطريها "عاصمة أبدية" لها
ويسعى الفلسطينيون لأن يكون غور الأردن الحد الشرقي لدولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويمتد من البحر الميت في الجنوب حتى مدينة بيسان في شمال إسرائيل.
ووفقا لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، يعيش نحو 65 ألف فلسطيني و11 ألف مستوطن إسرائيلي في غور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت. وأهم مدينة فلسطينية هناك هي أريحا التي تضم 28 قرية وبعض مجتمعات البدو.