طالب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، يوم الخميس، السعودية بتصحيح مسار التحالف العربي الذي تقوده المملكة، وذلك في ظل توتر علاقاتها بالإمارات العربية المتحدة التي تتهمها هذه الحكومة بدعم الانفصاليين الذين سيطرت قواتهم مطلع أغسطس الفائت على مدينة عدن العاصمة المؤقتة للحكومة.
جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية، محمد الحضرمي، خلال لقائه اليوم الخميس في العاصمة السعودية الرياض، بالسفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل الذي أكد موقف بلاده الثابت في دعم الحكومة الشرعية وأمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة الشرعية.
ونقلت الوكالة عن الحضرمي خلال اللقاء، تشديده على "ضرورة التركيز على تصحيح مسار التحالف لضمان تحقيق اهدافه النبيلة وعلى رأسها استعادة الدولة والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية".
وهذه المرة الأولى التي تطالب فيها الحكومة اليمنية "الشرعية" بتصحيح مسار التحالف منذ انطلاقه قبل أربع سنوات ونصف دعماً لها في حربها المستمرة ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي لا تزال تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق في شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وكشفت الأحداث الأخيرة في جنوبي اليمن تصدعاً كبيراً في التحالف العربي خصوصاً بعد أن قصفت مقاتلات إماراتية قوات الحكومة أثناء تقدمها إلى مدينة عدن لاستعادتها من أيدي الانفصاليين أواخر أغسطس الفائت، ما أجبرها على التراجع كثيراً عن المدينة.
وقال المسؤول اليمني خلال لقائه بالسفير الأمريكي إن حكومته رحبت بدعوة السعودية للحوار مع الانفصاليين وفقاً لمقتضيات بيان التحالف الصادر في ١٠ اغسطس ٢٠١٩ عقب سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم اماراتيا على كامل مدينة عدن جنوبي البلاد.. لافتاً إلى أن حكومته "ما زالت تؤكد على أن معالجة آثار هذا التمرد ينبغي أن تكون مبنية على نتائج مراجعة جادة وشفافة لدور الامارات في التحالف".
واعتبر نائب وزير الخارجية اليمنية أن "استمرار قيام دولة الامارات بدعم التمرد المسلح في عدن وتبرير القصف الجوي السافر على القوات المسلحة الحكومية أواخر الشهر الماضي على انه في إطار مكافحة الارهاب، أمر لا يستقيم ولن يفضي الى حل لهذه الأزمة".
وقصفت طائرات إماراتية يومي 28 و٢٩ أغسطس الفائت قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ من الشهر نفسه، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام.
وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".
وفي ذات اليوم دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها"
اتفاق الحديدة
وفي ما يتعلق بمسار السلام في اليمن، أكد نائب وزير الخارجية اليمنية للسفير الأمريكي ضرورة ان يتم تنفيذ اتفاق الحديدة بانسحاب الحوثيين من مدينة وموانئ الحديدة قبل الحديث عن اي مشاورات قادمة.
وعبّر المسؤول اليمني عن أسف حكومته لاستمرار "تعنت الحوثيين الذي اسفر عن فشل كل محاولات فريق الخبراء الأمميين في زيارة وتقييم خزان صافر العائم في راس عيسى بمحافظة الحديدة دون ان يتبع ذلك إدانة واضحة وصريحة من الامم المتحدة ومن المجتمع الدولي لا سيما الأعضاء الدائمين في مجلس الامن، وتحميل الحوثيين المسؤولية الكاملة إن حدثت أي كارثة بيئية" حد تعبيره.
وحمّل نائب وزير الخارجية الأمم المتحدة المسؤولية الأخلاقية في هذا الشأن بسبب استمرار صمتها.. مطالباً إياها بضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها والإعلان أمام المجتمع الدولي عن الأسباب الحقيقة لفشل كل محاولات فريق الخبراء في الوصول إلى خزان صافر.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014 ، خلّف أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".