قال وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، إن لا يوجد دليل على أن الهجمات على منشأتين نفطيتين لشركة "أرامكو" شرقي السعودي جاءت من اليمن.
واتهم بومبيو في تغريديتين على "تويتر" رصدتهما وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، إيران بشن "هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية، في ظل كل الدعوات الموجهة إليها لوقف التصعيد".
وأضاف: "تقف طهران وراء ما يقرب من 100 هجوم على المملكة العربية السعودية بينما يتظاهر روحاني (الرئيس الإيراني) وظريف (وزير الخارجية الإيرانية) بالانخراط في الدبلوماسية".
إننا ندعو جميع الدول إلى الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران. ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا وحلفائنا لضمان بقاء أسواق الطاقة جيدة العرض وإخضاع إيران للمساءلة عن عدوانها
وذكر وزير الخارجية الأمريكية إن بلاده ستعمل مع شركائها وحلفائها "لضمان بقاء أسواق الطاقة جيدة العرض، وإخضاع إيران للمساءلة عن عدوانها"، داعياً جميع الدول إلى "الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران".
وأعلنت الرياض في صباح يوم السبت أن هجوماً بواسطة طائرات دون طيار تسبب في حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص، مؤكدة "السيطرة على الحريقين والحدّ من انتشارهما".
وتبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) هذا الهجوم الذي يُعد الثالث لها على منشآت أرامكو خلال أربعة شهور.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، إن عشر طائرات مسيرة استهدفت حقلي بقيق وخريص في عملية أسماها "توازن الردع الثانية".
واعترف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في ساعة متأخرة الليلة الماضية، بأن الهجمات على منشأتي شركة "أرامكو" في بقيق وخريص يوم السبت، نتج عنها توقف مؤقت لحوالي 50 بالمئة من إنتاج الشركة.
وقال بن سلمان في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن شركة أرامكو ستقوم بتعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات، موضحاً أن الحرائق الناجمة عن الهجمات تمت السيطرة عليها.
وأشار إلى أن الانفجارات الناتجة عن الهجمات قد أدت إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو (2) مليار قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، ما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي 50 بالمئة.
وجدد التأكيد على أن "هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، وبالتالي فهو يمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، ويبرز مرة أخرى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدورة بالمحافظة على إمدادات الطاقة ضد كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها".
ولم يحدد بن سلمان الجهة التي تقف وراء الهجمات، فيما قال المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، في وقت سابق السبت، إن التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ.
وأمس السبت، قال محلل وصحفي إيراني بارز، إن الحرس الثوري الايراني هو من استهدف منشأتين نفطيتين شرقي السعودية بطائرات مسيرة انطلقت من العراق وليس من اليمن.
وذكر المحلل والصحفي الإيراني بابك تاغفي، في تغريدة على "تويتر" نقلاً عن مصادر لم يوضح طبيعتها، أن الطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت النفط السعودية في بقيق، لم تنطلق من اليمن نهائياً، بل من داخل العراق من قبل عناصر موالية للحرس الثوري الإيراني، حد زعمه.
وعملياً فإن المنشأتين النفطيتين اللتين تم استهدافهما في شرقي السعودية، أقرب إلى الحدود العراقية منها إلى الحدود اليمنية. وفي كلا الدولتين مجموعات مسلحة موالية وتدعمها إيران.