مسئولون كبار في "الشرعية" اليمنية يطالبون بطرد الإمارات من بلادهم ومحاكمتها دولياً

القاهرة (ديبريفر)
2019-09-15 | منذ 3 سنة

جباري والميسري والجبواني في القاهرة

شن ثلاثة مسؤولين بارزين في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، انتقادات غير مسبوقة، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيس في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن.

وطالب بيان مشترك صادر اليوم الأحد وحمل توقيع كلاً من مستشار الرئيس اليمني، نائب رئيس مجلس النواب (البرلمان) عبد العزيز جباري، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، بطرد دولة الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومحاكمتها دولياً على ما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين، حد قولهم.

وأكد البيان المشترك للمسئولين الثلاثة الذين انتقلوا إلى العاصمة المصرية القاهرة قادمين من العاصمة السعودية الرياض، على دعمهم للشرعية اليمنية واستمرار النضال حتى استعادة مؤسسات الدولة في جنوبي البلاد، وتوحيد الصف في مواجهة "الانقلاب الحوثي".

وقال البيان: "من منطلق المسؤولية الوطنية فإننا نهيب بأبناء شعبنا اليمني اليقظة التامة والتمسك بالمشروع الوطني الجامع، وأهمية دعم ومساندة مؤسسات الدولة ومساندتها للحد من الأعمال الخارجة عن القانون، ووضع حد للتدخلات الخارجية الغير قانونية التي تمس سلامة وأمن الوطن وسيادته، ودعم إرادة القرار اليمني المستقل، وتطوير أسس الشراكة مع الأشقاء في السعودية كحليف استراتيجي لما فيه مصلحة البلدين وأمنهما القومي".

وأكد البيان على "ضرورة إنهاء مشاركة دولة الإمارات في تحالف دعم الشرعية كونها انحرفت عن الأهداف التي من أجلها دُعي التحالف لإسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي".

واعتبر المسؤولين اليمنيين الثلاثة في بيانهم، أن الإمارات "تبنت ودعمت انقلاب مماثل على الشرعية في عدن، وتبنت ودعمت ولا تزال، مشاريع تمزيق اليمن ونسيجه الوطني والمجتمعي من خلال إنشاء وتسليح مليشيات تابعة لها خارج إطار مؤسسات الدولة اليمنية وإداراتها".

وأدانوا استهداف الطيران الحربي الإماراتي لقوات الحكومة اليمنية "الشرعية"، وأكدوا على قيام الحكومة بمقاضاة الإمارات أمام المحاكم الدولية وفتح ملفات الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب في المحافظات الجنوبية خلال الأربع سنوات الماضية، وذلك في إشارة إلى تقارير وتحقيقات تؤكد تورط الإمارات وقوات موالية لها في ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان.

ودعا البيان كافة القوى والشخصيات الوطنية في داخل اليمن وخارجها، إلى "تشكيل جبهة وطنية واسعة للدفاع عن الجمهورية اليمنية، التي تتعرض اليوم إلى مخاطر التمزيق والتفتيت نتيجة لأطماع غير مشروعة لبعض القوى الإقليمية وعملائها في الداخل".

وتعهد المسؤولون اليمنيون الثلاثة، بأنهم سيقومون بواجبهم الوطني مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

وقصفت طائرات إماراتية في ٢٩ أغسطس الفائت قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ من الشهر ذاته، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".

وفي اليوم ذاته دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".

ويتصدر جباري والميسري والجبواني المشهد في مهاجمة الإمارات، كأكثر المسئولين في الحكومة اليمنية ويتهم المسؤولون الثلاثة الإمارات، بالعمل على تفكيك بلادهم إلى مناطق، وتصفية الدولة في الجنوب.

وتصاعدت الدعوات الرسمية والشعبية في اليمن لإنهاء دور الإمارات وخروج قواتها من اليمن بسبب دعمها للانفصاليين الذي طردوا الحكومة اليمنية "الشرعية" من عدن ومحافظات جنوبية أخرى بعد معارك عنيفة مع قواتها.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية تزعم أنها لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية وحاول توسيع سيطرته في اليمن.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

 

مغادرة السعودية

يأتي صدور بيان المسؤولين اليمنيين الكبار الثلاثة، جباري والميسري والجبواني، عقب مغادرتهم العاصمة السعودية الرياض، ووصولهم إلى القاهرة أمس السبت.

وقالت مصادر سياسية، إن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، غادر الرياض، أمس السبت متوجهاً إلى القاهرة، بعد نحو شهر من إقامته في الرياض التي رُحّل إليها نتيجة هزيمة قواته في عدن أمام قوات الانتقالي الجنوبي.

وأكدت مصادر مقربة من الميسري أن المغادرة للقاهرة تأتي بهدف التواصل مع أشخاص وأحزاب لتشكيل تكتل هدفه مواجهة الانتقالي الجنوبي.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet