دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأحد، إلى هدنة في اليمن، الذي يعيش صراعاً دموي منذ زهاء أربع سنوات ونصف بين الحكومة اليمنية بها دولياً (الشرعية) مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من طهران.
وقال روحاني قبيل مغادرته مطار "مهراباد" الدولي في طهران متوجهاً إلى تركيا للمشاركة في قمة روسية تركية إيرانية بشأن الأزمة السورية، إن "حل أزمات المنطقة لن يتم إلا بالحوار"، وفقاً لما نقلته وكالات أنباء إيرانية.
وأوضح قائلاً: "يجب أن تكون هناك هدنة في اليمن ويجب وقف الحرب على هذا البلد"، مضيفاً أن "واشنطن تدعم السعودية والإمارات في حرب اليمن. وبدلاً من أن تحاكم أمريكا نفسها وتقرّ بأن تواجدها في المنطقة يثير المشاكل ويؤدي إلى عدم الاستقرار، تعهد بين حين وآخر إلى اتهام الدول والشعب اليمني المناضل"، حد تعبيره.
وتابع الرئيس الإيراني: "على الأمريكيين أن يعلموا أن العامل الرئيسي لاستتباب الأمن في المنطقة هو وقف اعتداءاتهم واعتداءات الكيان الصهيوني وتدخلاتهم الاستفزازية، وأن ما يحدث اليوم في المنطقة، وأقلق العديد من دول العالم، هو نتيجة لمخططات امريكا السقيمة ومؤامراتها ضد هذه المنطقة".
وأردف: "الأمريكيون يدعمون السعودية والامارات ويقدمون إليهما المعلومات والسلاح، كما يتم إدارة قسم من العمليات العسكرية في اليمن من جانب الأمريكيين أنفسهم، مما تسبب في مقتل العديد من الابرياء في اليمن. إن الفوضى تعمّ المنطقة اليوم".
ويُنظر إلى الحرب في اليمن بأنها حرب إقليمية بين إيران والسعودية المدعومة من الغرب.
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادتهما إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وأدت الحرب الدائرة للعام الخامس في اليمن إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب وصف الأمم المتحدة التي تؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.